نظام الحركي كان يعول على تأهل المنتخب للمونديال لكي يعمل على تأهيل أخ الرئيس للسلطة وعندما فشل هذا المخطط وانهزم المنتخب اجتمع محيط الرئيس ومرتزقته بمجلس الشعب لتدارس الرد المناسب على أعداء الرئيس والذين يطالبون بتفعيل المادة 102 ومن هنا ستبدأ الحرب الإعلامية التي وقودها الرياضيون والمغنون والسياسيون وكلهم يتفقون على أمرين رقم 1 بطلان المادة 102 ورقم 2 لا خليفة للرئيس سوى السعيد.
فهل ستعرف سنة 2017 التوريث الرسمي لأخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كولي للعرش لتجنب كل المفاجآت؟ إذ يؤكد ملاحظون مطلعون في البلاد هذا الواقع وحسب دبلوماسي أوربي فإنه يرى أن السعيد بوتفليقة تحول بالفعل إلى رئيس ينتظر الخلافة بعد أكثر من عشرين سنة لعبد العزيز بوتفليقة في الحكم فالرئيس بوتفليقة والذي سيبلغ عامه الثمانين بداية مارس القادم قد قرر تعيين خليفته بنفسه إلا أنه يجب على محيط الرئيس قبل ذلك أن يزيلوا العوائق التي تحول دون ذلك وأن يسمح لأخيه بالتحكم في البلاد.
اليوم سأهمس في آذان كل من يريد التربع على كرسي الرئاسة. من منكم أخذ العبرة من عمر الفاروق ؟ من منكم بات ليلته مرتاح البال قرير العين وقد قام بما يمليه عليه ضميره فأعطى للأرملة حقها فقفلت راجعة بعد إذراف الدمع بابتسامة عريضة وقد استعادت الأمل في الحياة؟ من منكم مسح دمعة اليتيم بعدما أحس بالوحدة بين الذئاب البشرية؟ من منكم التفت إلى ذلك العجوز القابع في إحدى أركان المدينة المنسية يقاوم شراسة الشتاء بدون غطاء ؟ من منكم اشترى لحافاً صوفياً وغطى به جسداً مهملاً منسياً حفرت فيه الحياة أودية وأخاديد ؟ أم أن الجشع والطمع أنساكم إنسانيتكم فدبت القسوة فيكم وماتت الآدمية في دواخلكم؟ من منكم ذاق مرارة الحرمان وشرب من كأس التعاسة حتى الثمالة؟ من منكم غازله الفقر واغتصبه العوز فاحتلا وجدانه واستعمرا لب تفكيره؟ من منكم ذاق الجوع ومعدته تتلوى فطاف وحام على كسرة خبز فنهرته الأيادي الخشنة وتجاهلته القلوب القاسية وتنكرت له الضمائر الميتة؟ أيها المسؤولون من منكم ترك قصره الدافئ وشارك الفقراء مرارة الشتاء وحرارة قيظ الصيف الحارق؟ من منكم أيها الغارقون في النعيم التفت ذات رمضان إلى جحافل المعوزين ورمى في حضنهم بضع تمرات وقليلا من ابتسامة حتى ولو كانت صفراء؟ أيها المسؤولون من منكم تسلح بالقناعة والإخلاص و حب الوطن فعاش ومات عاشقاً لترابه كلكم تلهثون وراء الكرسي لكي تسرقوا خيرات الوطن وتمتصوا دماء المواطنين.