في أيام عيد الأضحى تنتشر مظاهر وسلوكيات نشاز لا تمت بصلة إلى روح وقيم العيد وتعاليم الدين والأخلاق ومبادئ احترام البيئة الواجبة فإذا كان الإسلام يحث على نظافة المظهر والمكان وحماية البيئة فان سلوكيات بعض المواطنين تخرج عن هذه القاعدة عبر رمي مخلفات العيد في أماكن خارج صناديق القمامة وأحيانا كثيرة عبر تكديسها في أماكن غير مخصصة لذلك مما يسبب انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الذباب الذي يعود أدرجا إلى بيوتنا ومنازلنا مما يسبب قلقا لراحة السكان المجاورين لصناديق القمامة والنفايات وللجميع عبر الروائح الكريهة خصوصا الأطفال الذين يلهون خلال هذه الأيام بالأزقة والشوارع في أجواء الاحتفال.
في مشهد متكرر ألفه المواطنين خلال أيام عيد الأضحى المبارك ستعرف جل أحياء وشوارع الجمهورية يوم العيد وكذلك خلال اليوم الثاني منه حالة من الفوضى وتراكم الأزبال بها هذا المنظر الذي بات يسيء إلى البلاد عامة والعاصمة خاصة بإمكانياتها وسمعتها مما يثير حفيظة ساكنة العاصمة التي عبرت خلال لقائها بطاقم موقعنا عن استيائها لتكرار نفس السيناريو رغم الوعود التي يقدمها المسؤولون إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق. ولعل كل من ستسمح له الفرصة بالمرور عشية العيد بأهم شوارع البلاد وأحيائها سيلاحظ بشكل جلي كمية الأزبال التي ستتراكم من مخلفات أضاحي العيد ورغم العديد من الخرجات الاحتجاجية للمواطنين في العديد من الولايات ضد هذه الوضعية لم تكن كافية لتهز مشاعر مسؤولي البلاد الذين بهذا التصرف يعبرون بشكل واضح عن إصرارهم في التعنت وسط ضعف الإمكانيات المتاحة لتغطية مجموع الأحياء الموجودة بالبلاد. ويعد رمي أشلاء الأضاحي وكذلك جلد الأضاحي في غير أماكنها سببا مباشرا في تلويث البيئة الحضرية تصاحبها مشاهد وانبعاث لروائح كريهة تزكم الأنفس إذا ما استمر الوضع لبضع أيام وهو ما قد يؤدي إلى تعفنات وتقرحات وانتشار لتسربات عصير النفايات التي تقض مضجع الجميع من خلال علاقة يومية بصندوق النفايات الذي لا يصله الإنسان ويكتفي برمي البلاستيك بشكل عشوائي جانبا وبجوار صناديق النفايات وهي سلوكات تكثر خلال يوم العيد مما يؤدي إلى سيلان لعصارة النفايات ويتعقد مجهود جمع النفايات بالنسبة لعمال النظافة و سائقي شاحنات الجمع وإحصائيا يبلغ حجم النفايات التي يتم جمعها خلال يومي العيد الأولى ضعف ما يتم جمعه في الأيام العادية.
ندعو الجميع إلى ضرورة التفكير في هؤلاء العمال الذين لا ينعمون بالراحة والذين لا يستمتعون رفقة أبناءهم بفرحة وبطقوس العيد كباقي الناس بينما يقضي اغلب المواطنين يوم العيد رفقة أبناءهم وأسرهم وعائلاتهم لهذا يجب التفكير في هذه الفئة التي تسهر على نظافة أحياءنا وشوارعنا بالإحسان إليهم خلال هذه الأيام ماديا ومعنويا وسلوكيا بالمساهمة بالسلوك المواطن للحفاظ على البيئة بتصرفات بسيطة وان نقوم بحملة تنقية وجمع لنفايات العيد طيلة ليلة العيد وان نشكل خلية نحل في كل حي من أجل جمع الأزبال ونتضامن مع عمال النظافة ولا نهتم بمسؤولي البلاد فل يرقدوا في سلام.