ما من صفة تحط من قيمة الإنسان كالجهل والجهل أعدى أعداء الإنسان والجاهل يفعل في نفسه ما يستطيع عدوه أن يفعله به وإن الإنسان إذا طلب العلم أكد إنسانيته فإن ترك العلم هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به.يقول المنطقيون إن الجهل ينقسم إلى قسمين (بسيط ومركب) فالأول (أن يعلم الشيء وهو عالم بجهله) فلا قبح ولا خطورة في الجهل البسيط لأن الإنسان ما دام أنه يعلم بجهله فسوف يسعى لإزالة هذا الجهل والثاني (أن يجهل الشيء وهو لا يعلم بجهله) فهو إذا غافل عن جهله ولا يدري بأنه جاهل فيرى نفسه عالما به، فيتركب جهله من جهلين : جهل بالواقع و جهل بهذا الجهل، فهذا الجهل ليس هو إلا ظلمات بعضها فوق بعض وسرابٌ يحسبه الظمآن ماء. يقول بعض الحكماء : “إن من قدرات الإنسان ومميزاته هو أنه يتمكن من التوجه والإنتباه إلى علمـه وجهله فيعلم بأنه يعلم ويعلم بأنه لا يعلم” وأما الحيوانات إن كانت تعلم فهي لا تعلم بأنها تعلم كما أنها حينما تجهل لا تعلم أنها لا تعلم . فهل يا ترى جهل الشعب الجزائري بسيط أم مركب؟ إن كان بسيطا فمتى سيسعى الشعب لإزالة هذا الجهل؟ وإن كان مركبا فهذا هو الخوف .
إن كان الشعب الجزائري يعلم أنه لا يعلم شيء ، فليس من الإنصاف أن نقول عليه شعب جاهل وقد عرف أنه لا يعلم شيء ولذلك نقول إنه قد اكتسب نصف العلم وهو العلم بجهله وبقي النصف الآخر وهو العلم بالشيء المجهول فكيف يصل إليه!!؟ نحن الشعب الجزائري لا نعرف بجهلنا فنحن في ظلمة لا نور فيها أصلا . فيا شعب الجزائر لا نريد أن نكون من أصحاب الجهل المركب ولا نريد أن نكون من المنافقون الذين ورد في شأنهم ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. نريد أن نتعلم على سبيل النجاة من الجهل وليس أن نكون همج رعاع أتباع كل ناعق لا بد أن نستضيء بنور العلم، ونجد لنا ركن وثيق . لقد سمعنا ومازلنا نسمع تصريحات من بعض المسؤولين والشياتة أن الرئيس هو الرجل الوحيد الأنسب لقيادة البلاد!!!. فهل يا ترى لم يعد هناك رجال قياديون إلا من بيت أل بوتفليقة!؟ كيف نقول ذلك والشعب الجزائري قادر على أن يحكم نفسه كما حكم نفسه أيام زمان عندما كان الحكام خاضعين لآراء الشعب وعقلائه ، فمثل ذلك الكلام لا يقوله إنسان عاقل وإنما إنسان صاحب مطامع شخصية . فالمسئولون يخافون على مناصبهم ومواقعهم إذا رحل أل بوتفليقة لأنهم أصبحوا يفهمون بعضهم البعض، وأما الشياتة فيخافون أن يضيع عليهم فتات الحلوة بعد رحيل أل بوتفليقة من السلطة والحكام يقومون بدعم هؤلاء الشياتة وذلك لمصلحتهم ، حتى أصبح الشعب لعبة بين الحاكم وأتباعه وأصبحت الجزائر حكما اسريا بعيدا عن القانون والدستور لكن ما الذي تخاف عليه أنت أيها المواطن فالبطالة أصبحت لقبا يلقب به الشباب وقد أصبحت وظيفته أيضا فلا استطاعوا أن يفتحوا بيوتا ولا يربوا أولادا. والفساد أصبح يعم البلاد!! وأما الفقر والجوع فقد جاروا علينا وهذا ما يريده الحكام وأتباعهم لأنهم يعرفوا أن الفقر والجوع لا يعرفان الإنصاف (جوع كلب يتبعك )وأصبح الشعب الجزائري مشغول بلقمة عيشه ولا وقت له بالتفكير بشيء أخر. لذلك علينا بالعلم لكي نعتز بأنفسنا ويكون لنا رأينا الشخصي دون مجاملة لا لمسؤول ولا جنرال علينا أن نثق بأنفسنا وأن لا نقدس الغير ويجب أن يكون لدينا القدرة على المقاومة وعدم التواكل على الغير حتى نتخلص من جهلنا وتخلفنا. لابد أن نعيش كمواطنين دون تمييز ولا أفضلية لأحد وتكون مصلحة البلاد فوق كل اعتبار . لا يهمنا من سيكون الشخص الذي سيحكم البلاد ولكن ما يهمنا أن يكون قادرا على خدمتنا وتحقيق مصالحنا ولابد أن نتخلص من أفكار العبودية التي تغلغلت في نفوسنا وورثناها عن أجدادنا وأبائنا الأوائل. إنه دوركم أيها الشباب المثقف يجب أن تستيقظوا لواجباتكم ويكون هدفكم بتحقيق التقدم للبلاد لابد من جيل الشباب أن يفجروا طاقتهم المحبوسة ويستيقظوا لعوامل التفرقة والانقسام فلقد أدخل حكامنا الضغائن والأحقاد فيما بيننا وقسمونا إلى شرق وغرب.
إن أكبر تحدي أمام الشباب هو إصلاح الذات بالعلم والمعرفة والإطلاع المستمر لبناء القدرات التي تمكنه من الإمساك بأدوات التأثير القوية لإصلاح مسيرة تاريخ الوطن فأنا لست حاقدا ولا ناقما على من يحكموننا لأقول ذلك ولكنني شديد الحقد على الجهل وكثير النقمة على التخلف الذي نعيشه والذي بسببه حكمنا هؤلاء.