لن تجد حكاما في العالم يتخبطون في إصدار قراراتهم مثل حكامنا والدليل على ذلك أنهم يصدرون القرارات المهمة بدون دراسة ثم يلغون القرار لإعادة دراسته ويحدث بعدها تخبط بين أجهزة الدولة والرأي العام الذي يتعجب من غباء هؤلاء الحكام والذين كثيرا ما يقومون بإلغاء قراراتهم الصادمة بعد أن ينتقدها الخبراء بل ورجل الشارع، مما يؤدى في النهاية إلى فقدان الثقة بهؤلاء الحكام.
ومن بين هذه القرارات التي صدرت ورجع الحكام في كلامهم بعد انتقادات شديدة من الجميع هو القرار الذي أثار جدلا شديدا وحذر منه الكثير من الخبراء هو تشكيل حكومة تبون هذه الحكومة التي ولدت عن طريق عملية قيصرية فبشائر هذه الحكومة العجيبة ظهرت عندما أقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون بعد ثلاثة أيام فقط على تعيينه. وقال بيان رئاسي إنه “وفقا لأحكام المادة 93 من الدستور وباقتراح من الوزير الأول عبد المجيد تبون قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون”. ولم تقدم الرئاسة أي توضيح حول الوزير الجديد الذي سيخلف بن عقون ولا سبب إقالة الوزير الشاب (38 سنة) الذي أثار تعيينه عشرات التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وصفته بعض الصحف بـ”الوزير البطال” بما أنه لم يشغل أي منصب من قبل.ومن هنا بدأت الحكاية في هذه الحكومة العجيبة والتي ستدخل منعرج أخر عندما قام الوزير الأول عبد المجيد تبون بطرد على حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات فخلال حفل تسليم الشهادات للطلبة المتخرجين من المدرسة العليا للضمان الاجتماعي فقد طلب تبون من وزير العمل والضمان الاجتماعي مراد زمالي بأنه لا يريد رؤية علي حداد داخل القاعة التي احتضنت الحفل فقام رئيس اكبر تجمع لرجال الأعمال الجزائريين علي حداد بمغادرة القاعة رفقة رئيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين فبدأت الحرب الباردة بين الرجلين والتي كانت حرب السلطة ضد المال والتي تدخل فيها الكثير من الأطراف ولكن كما هي القاعدة العامة تقول المال دائما يغلب السلطة لأن المال يصنع السلطة فتم التضحية بتبون حيث أعلنت الرئاسة في بيان إقالة رئيس الوزراء عبد المجيد تبون من منصبه وتعيين أحمد أويحيى خلفا له و يذكر أن تبون تولى مهام رئاسة الوزراء نهاية شهر ماي وبرر مصدر حكومي إقالة تبون بقوله أن رؤية رئيس الوزراء لم تكن متوافقة مع رؤية الرئيس مشيرا أيضا إلى مشاكل في التواصل بين الرجلين !!! مع العلم أن الرئيس حسب الأطباء لديه مشكلة في التواصل مع جميع البشر بسبب مرضه المزمن ؟؟؟ فعلى أي رئيس يتحدثون.
مات سلال عاش تبون مات تبون عاش أويحيى وأمور البلد تدور في حلقة مفرغة والمواطنين عبارة عن أرقام لا يهم رأيهم ولا كلامهم لأن الوقت الذي أعطى المواطنين رأيهم قتلوا الحكام 100 ألف مواطن في العشرية السوداء لذلك لا نعطي رأينا ونتكلم فقط عن حسنات حكومة تبون التي أدخلتنا إلى العالمية بأرقامها القياسية إقالة وزير السياحة في 72 ساعة وإقالة الوزير الأول في 82 يوم.