نبارك لنا جميعا عيد الاستقلال ولكن هل نحن حقا مستقلون؟؟؟ لن احرم أولئك المقتنعين بأننا مستقلون فرحتهم لذلك أقول لهم مبارك عليكم ولكن لأني أكره النفاق والتشيات فلا أستطيع أن أفرح معكم لأني لا أدري أين هو الاستقلال الذي تتحدثون عنه؟ هل إرادتنا السياسية واقتصادية مستقلة ؟ هل إرادتنا العسكرية مستقلة ؟….درجت حكوماتنا المتعاقبة علي الاحتفال باستقلال البلاد كل عام ولكن هل ما نعيشه الان هل هو استقلال أم استغلال الاستقلال هو التحرر و الإنعتاق من عبودية محتل أو مستعمر أجنبي وإنهاء لفترات المعاناة و الاضطهاد والإذلال ويعني الانفراد بالقرارات والأوامر بعيداً عن أي تدخلات خارجية أو بدون رهن القرارات السيادية لأي مزايدة أو تسويف أما الاستغلال فهو استخدام وسيلة ما لتحقيق منفعة شخصية أو لجماعة بعينها دونما الأخريين أو الاستفادة من صبر شعب أو طيبته أو عجزه أو جهله فيهضم حقه وتستباح كرامته في كسب غير مشروع وتكسب غير عادل فهل ما نعيشه الان هو استقلال أم استغلال ؟؟؟؟؟
عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضي أم لأمر فيك تجديد الحال هو نفسه الإنهيار ذاته في مؤسسات الدولة قاطبة و سوء حال المواطن وصل مرحلة ضنك العيش و صار في وطنه غريبا يحثه الإحباط و المسؤولين علي الهجرة و طلب الرزق في بلاد الفرنجة هل نحن مستقلون فعلا كي نفرح و نحتفل!!! زمان كنا مستعمرين من مستعمر واحد فقط من البر لكن الآن نحن مستعمرين جوا و برا وبحرا الإستعمار زمان كان حريصا علي توفير الحد الادني من الكرامة للشعب المستعمر لا حبا فيه و لكن بمنطق بسيط أن البقرة لا تحلب لبنا إن لم تعطها علفا لكن الآن جف ضرع البقرة و عليها أن تحلب دما أو تذبح!!! الظروف المأساوية التي تعانيها بلادنا منذ الاستقلال يظل الاحتفاء بعيد الاستقلال مجرد استهلاك لإلهاب المشاعر فلولا أن ظروف مناسبة مقابلة الكرة القدم لنهائي الكأس يتزامن مع الاحتفاء بعيد الاستقلال لمرت ذكري عيد الاستقلال دون أن يحس بها أحد فعيد الاستقلال بحسب رأيي الشخصي هو العيد الوحيد الذي لا يفرح له غالبية الشعب بعكس المناسبات الأخرى التي تمر خلال العام فمن خلال كل عام وما أن تقترب ذكري الأستقلال من المستعمر نشاهد مناظر روتينية للاحتفاء بعيد الاستقلال وقرع الطبول إيذانا بالاحتفال بذاك اليوم التاريخي ولكنها احتفالات فارغة المضمون فمن خلال متابعتي الدقيقة أن ذكري عيد الاستقلال لا تسعد غالبية الشعب لأنه أصلا مزال يشعر انه مستعمر…! بل أصبحت مثار سخرية الكثيرين الذين باتوا مقتنعين بأن حال الوطن قد تغير للأسوأ عقب خروج المستعمر وخاصة الأجيال الحديثة التي عندما تسأل عن من بنا القناطر والطرقات في الجبال ويكون الجواب المستعمر فيتحسر ويسأل وماذا بنت الحكومات المتعاقبة يكون الجواب هم لم يبنوا شيء فقط هم يسرقون كل شيء.
خمسة وخمسون عاما من عمر الاستقلال وما زلنا مستعمرين بالتوجه مغتصبین في الإرادة مضطھدين بالحق فقد خلف الاستعمار ورائه جنرالات يسارعون في خدمته وإرضاءه مقابل مآربهم الخاصة ويمدونه بما يريد من خيرات البلاد تاركين الشعب يكابد الفقر في بلد غني بالثروات ونختم مقالنا بأبيات للشاعرة رامونا الشدياق
بأيّ حال عُدْت يا عيدُ؟
بأي حال سنقرع الكؤوس ونقيم الزغاريدُ؟! بات الاستقلال للشهامة والكرامة استغلالْ محل الوفاء للعهود حلّتْ المصالح والأموال ما كنّا نعهد أننا سنصل إلى هذه الأحوال خيانة و غدرا و غبنا وللإنسانية اضمحلالْ في غياب الضمير باتت الجمهورية للزوالْ بتنا نبكي وننوح على انقراض الأبطال لنْ نتغافل لن ننسى دور الشهداءْ.