يعتبر التفكك الأسري و عدم تجانس العلاقات الأسرية و غيره من المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية أسباب مباشرة في ارتفاع معدلات الطلاق و الخلع في المجتمع الجزائري ، كما أن الزواج غير الموفق و ارتفاع العنوسة و الإخفاق العاطفي الذي قد ينتج عنه انحرافات سلوكية تنعكس على طبيعة العلاقات الأسرية وعلى المجتمع بشكل عام . فغياب العلاقات ذات المغزى و الإحساس العميق بالود و الألفة و المحبة و المشاعر النبيلة و العفيفة بين إفراد الأسرة و بين الزوجين بشكل خاص ، غياب المشاركة في تحمل المسئولية أو في صنع القرار داخل الأسرة و تدريب الزوجين على التعبير عن مشاعرهم وعن أرائهم وأن يطلب كل طرف ما يحتاجه من الطرف الأخر .
من الملاحظ أن معظم أسباب انتشار ظاهرة الطلاق و الخلع في مجتمعنا مرتبطة ببعضها ارتباط وثيق بل أن البعض منها مرتبط ارتباط لا يقبل التجزئة مثال ذلك ارتباط مواقع التواصل الاجتماعي بالخيانة و بانعدام النقاش أو الحوار بين الشريكين وتتمثل خطورة مواقع التواصل الاجتماعي في كونها وسيلة يتجه إليها كل شريك ليعيش في عالم افتراضي يسعى من خلاله أن يستعيض النقص داخل حياته الأسرية في محاولة لتحقيق الإشباع الحسي أو العاطفي الذي يشعر به نتيجة إهمال الشريك أو انشغاله عن إظهار الاهتمام بالطرف الأخر .
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي و بخاصة الفيسبوك و واتساب و ماسنجر من أهم و أخطر الأسباب التي يتفرع عنها أسباب أخرى أخرى لحدوث الطلاق فأحيانا تكون سبب و أحيانا أخرى تكون نتيجة ، حيث يكون استخدام هذه الوسائل سببا في حدوث الطلاق متى استخدمت من أجل البحث عن البديل في العالم الافتراضي لسد الاحتياجات العاطفية للشريك و التي تتحول من مجرد دردشة إلى تعمق في لغة الحوار و تحوله إلى موضوعات أخرى تمس الاحتياجات الفسيولوجية لكل طرف الأمر الذي قد ينتهي بممارسات غير طبيعية عبر هذه الوسائل أو أن تكون سببا في حدوث التواصل المادي بين الطرفين و الذي قد يترتب عليه وقوع المحظور ( الخيانة ) و التي بعدها تنهار كل أسباب الاستمرار معنويا و أدبيا وتبدأ المطالبات بإنهاء هذه الزيجة بين الشريكين لاستحالة العشرة بينهم أو أن يكتشف الزوج هذه الخيانة المادية أو المعنوية و تنتهي حياة الزواج بينهم دونما النظر للأسباب التي كانت سبب في الوصول إلى هذه المرحلة فشئنا أم أبينا نحن أمام واقع مر وأرقام مخيفة تتحدث عن عشرات الآلاف من الأسر الجزائرية تفكك سنويا لذلك يجب أن يكون هناك تضامن بين جميع مكونات الشعب لوقف النزيف.