من قديم الأزل ونحن شعب مغيب لا يكاد يرى الواقع بعينيه , فإذا فتح التلفاز سمع كلاما وأخبار مطمئنة للغاية هذا بالطبع على القنوات الحكومية , أما قنوات المعارضة والقنوات الفضائية فترى فيها كل ما لا يعجبك وكل ما لا يسرك , ستجد ما يجعلك تشعر فعلا بالقهر , فكيف تجد هذا التناقض بين الشاشتين , الشاشة الحكومية والشاشة الفضائية الحرة أو شاشة المعارضة , ولكن بعد ثورة إعلام الانترنت أصبح من السهل جدا أن تستوعب كل هذه التناقضات.
نحن شعب لا يستحي نكتب وندين ونستنكر مرارا ضد الظلم وسرقة أموال الشعب في الوقت الذي نصطدم فيه بواقع مر ومؤلم، هو تمجيد وتقديس هذا الشعب للصوص الكبار الذين يسرقون البلد. ديننا الإسلام لكن أعمالنا تناقض خُلُق وتعاليم وهدْيَ هذا الدين الذي يقطع يد السارق بدل تبجيله!. تتحكم فينا الماديات بدل الروحيات، عاداتنا في معظمها خاطئة لا توافق شرع الله ولا منطق الحياة العصري، ومع هذا نجلها جميعا ،المال عندنا هو السيد ولا يهم المصدر ولا الطريقة التي تم تحصيله بواسطتها، المهم أن تكون غنيا وهذا يكفيك.
أمام قوة المال تتحطم المبادئ والأخلاق والدين سبحان الله أيّ مجتمع نحن !!! ترى الشيخ الملتحي وهو يحمل مسبحة يذكر الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وحين تسأل عنه تجده لا يزكي, ويأكل أموال الناس بالباطل !!!. ترى المرأة تسب جارتها وترميها بالفاحشة وتصفها بالمشعوذة ولما تسأل عنها تجدها بائعة هوى تظل تجوب أماكن المشعوذين لا لشئ سوى أن الله وهب تلك جمالا أو جاها ومنزلة وهذه تحسدها وتتمناه لنفسها وزواله عنها، سبحان الله , نحن فعلا شعب لا يستحي. الخلاصة من كل هذا أن الشعب هو من يُغيّر واقعه، فمادام يصفق للمجرمين واللصوص ويسكت على الظلم بل ويُقدِّر الظالمين فكيف يُرجى تغَيُّر الحال؟! وكيف يمكن النهوض بدولة يقودها لصوص ومجرمون ؟!!! أنت أيها شعب من منحت هؤلاء التراخيص وأعطيتهم الأمان ليذبحوك ويحتقروك ويأكلوا أموالك بالله عليك أيها الشعب استحي ولو مرة وقل الحقيقة وتكلم على حقك.