روسيا تنادي. غداً أو ربما بعد غد سنترك لكم هذه البلاد ومن فيها، وسنرحل إلى بلادنا الأخرى البيضاء بثلجها، إلى البلاد الجميلة برتابتها وبروتينها. إلى كل الذين أتعبتهم رحلة السنين الطويلة وراء المستقبل إلى الذين يعانقون التيه في يومهم وليلهم إلى الذين يصارعون الزمن في كل لحظة و حين إلى الذين يظهر لهم الموت في ألف صورة إلى كل من يرى الناس ويستلهم من ألمهم حكايات ترمم الجراح إلى كل التائهين الباحتين عن بر الأمان إلى شباب هذا الوطن اللذين يركبون معي رحلة التيه دون اختيار إلى كل حي ميت بسبب التهميش روسيا تنادي.
بحسب خبراء علم الاجتماع فإن أحد أهم أسباب هجرة الشباب، انتشار البطالة والفقر والتهميش ، فكثير من الشباب المتعلم والحاصل على شهادات عليا، ومنهم من يحمل شهادات الماجستير والدكتوراه، لا يجد فرصة عمل لائقة، مما يدفعهم للهرب بحثا عن الحلم المفقود في بلادهم فروسيا ممكن أن تكون محطة استقرار وممكن أن تكون جسر إلى بلاد ميركل.
في إقليم سيبيريا, تدفع الحكومة الروسية رواتب مغرية جدا لاستقطاب اليد العالة للعمل في مختلف القطاعات مثل استخراج الغاز والنفط, المعادن, تقطيع الأشجار للحصول على الأخشاب وغيرها الكثير. اذ يصل الراتب الشهري في مدن سيبيريا إلى 1000 دولار أمريكي وهذا يعادل تقريبا 65 ألف روبل روسي. بالمقابل الطبيب في اغلب المدن الروسية المتوسطة يحصل على راتب شهري لا يتجاوز ال 40 الف روبل روسي.وتكاليف المعيشة في روسيا الاتحادية بدون التطرق إلى مسألة السكن فنجد ان الشخص يحتاج ما بين 330 إلى 450 دولار شهريا لتغطية تكاليف معيشته من مأكل ومشرب ومواصلات وغيرها من احتياجات الحياة اليومية, طبعا هنا نقصد جميع المدن الروسية باستثناء موسكو وسانتبيترسبورغ.