ارتبطت كلمة الإنتخابات في بلادنا على مر السنين مع كلمة التزوير برباط زواج كاثوليكي لا طلاق ولا انحلال ولا انفصال إلا بالموت فقد ظهرت فكرة تزوير الانتخابات البرلمانية والتلاعب في إرادة الناخبين لإبعاد خصوم الحكومة وإتاحة الفرصة للموالين ليكونوا الأغلبية في البرلمان بهدف التستر على قرارات الحكومة ومساندة سياستها والتنصل من المحاسبة الشعبية والتخلص من المعارضة الحقيقية في البرلمان،فعلى مدى تاريخ الجزائر الانتخابي، كان التزوير هو سمة المحطات الانتخابية المتعاقبة منذ أول انتخابات جرت بعد الاستقلال. فالتزوير تحول بذلك إلى معطى بنيوي، وكان يتم بترابط مع مسار الصراع السياسي بين أحزاب المعارضة والسلطة حول شكل نظام الحكم الذي ينبغي أن تنهجه الجزائر.
هذه الانتخابات ستزور؛ وسيتم التلاعب بنتائجها هذا هو حال لسان أي مواطن بسيط لديه نسبة صغيرة من الوعي فمنذ سنوات لم يعد الشعب يهتم بتزوير الانتخابات كما كان يحصل في الماضي لأنه أصبح يعرف سواء صوت أم لم يصوت فسوف يتدخل النظام بشكل سافر لمنع مرشحين، أو منع ناخبين من الإدلاء بأصواتهم، أو توجيه الناخبين للتصويت لمرشح معين، أو ملء صناديق الاقتراع بالألوان التي ترجح كفة مرشح النظام، أو بكل بساطة عدم الاكتراث بِعَدْ أصوات الناخبين وإعلان فوز المرشح المحظوظ الذي كانت يختاره النظام لتمثيل الشعب في مؤسساته.
للأسف هناك شخص تفوق على النظام في عملية التزوير ويضرب به المثال على مر التاريخ هو الرئيس الليبيري الأسبق ( تشارلز كينغ) حيث دخل موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بعد نجاحه في الإنتخابات الرئاسية في أكبر انتخابات مزورة أعلن عنها في التاريخ حيث حظي كينغ عام 1927 بتأييد (243,000 ) صوت ( ناخب ) وفي ذلك الوقت في حين لم يكن في ليبيريا سوى 15,000 ناخب مسجل عبر السجل الانتخابي .أتمنى بكل قلبي أن نتغلب عليه في هذه الانتخابات حيث سيعلن النظام أن نسبة المشاركة هي 65 بمئة في حين أن الحقيقة هي 5 بمئة.