تعدّ ظاهرة الدعارة بصفة عامة و الدعارة الخفية بصفة خاصة من الظواهر الاجتماعية التي يتجنب الجميع الحديث عنها بالجزائر وطرحها كموضوع للمناقشة فتواصل وجود هذه الظاهرة في المجتمع دون تسليط كثير من الضوء عليها و على أسباب وجودها و دوافع استمرارها حيث ترجع قلة الدراسات الاجتماعية في الجزائر حول هذا الموضوع إلى تخوف الباحث نفسه من المجتمع الذي يحكم على هذه الظاهرة بالرفض ولكن يمارسها بكل أشكالها الشاذة والطبيعية .
تعتبر الدعارة عبر الإنترنت واحدة من الظواهر الآخذة بالنمو السريع في الجزائر وذلك من خلال الوسائل المتاحة كالشبكات الاجتماعية والمواقع الإباحية وتطبيقات المواعدة وتشير العديد من التقارير المحلية إلى أن هذا النوع من الدعارة قد حل فعلاً محل الشارع بنسبة كبيرة وإلى أن نسبة الأطفال القُصَّر الذين يتم استغلالهم في ارتفاع متواصل الظاهرةُ المنتشرة بشكل واسع في المدارس والجامعات باتت تشكل تحدياً كبيراً للسلطات بسبب التطور السريع للتكنولوجيا وصعوبة تحديد هوية المنخرطين فيها أو تتبع التحويلات المالية كما تشكل تحدياً للمجتمعات أيضاً وخصوصاً مع سهولة وصول بنات المدارس والجامعات إلى المواقع المتعلقة بالدعارة حيث في عام 2021 أصدرت وزارة الداخلية الأمريكية تقريرا تضمن تصنيف الجزائر كواحدة من الدول المصدرة للبشر بهدف الاستغلال الجنسي وخاصة الأطفال وفى عام 2023 رصد تقرير التنمية البشرية انتشار صناعة الجنس في الجزائر بسبب ارتفاع الفقر بمعدلات تراوحت بين 39 بمئة و 51 بمئة لتشهد السنوات الأخيرة دخول عوامل جديدة في هذا المجال بينها الفضاء الإلكتروني ومراكز التدليك حيث خلال الـ 3 سنوات الماضية تمكن مصالح الامن من غلق أكثر من 25 ناديا صحيا والقبض على أصحابها بسبب استغلالهم المراكز بغرض تسهيل عمليات الدعارة وممارسة الرذيلة مع السيدات أو أطفال ومن واقع المحاضر والأوراق الرسمية احتلت العاصمة المرتبة الأولى في عدد مراكز التدليك التي تم غلقها حيث تم غلق 15 مركزا وكانت آخر القضايا التي تم ضبطها في هذا الشأن شبكة دعارة تورط فيها شواذ من «الجنس الثالث» يقومون باستقطاب الزبائن الخليجيين والصينين وتصويرهم في أوضاع مخلة فيما تمكنت مصالح الامن من القبض على المدعو «بومدين» وزوجته «جميلة» لاستغلالهما مركزا لتدليك في تسهيل الدعارة لفتيات الليل والراغبين بالمتعة الحرام حيث تم خلال مداهمة القبض على 24 تلميذة وهن مجردات الملابس مع رجال آخرين واعترفن باستدراج الرجال ببعض الإيحاءات الجسدية أثناء عمليات التدليك وممارسة الرذيلة معهم وفي محاولة لفضح الممارسات المنافية للآداب تواصل فريقنا على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مع عدد من الصفحات التي تعلن عن نفسها كمراكز للتدليك ولكن هي في الحقيقة مراكز للجنس تستغل التلميذات في الدعارة الالكترونية حيث قالت لنا أحد البنات أن سبعين بمئة من بنات ثانويتها يشتغلون في الدعارة عبر مواقع تيك توك او سناب شات من اجل مساعدة اسرهم وإنقاذهم من الموت جوعا.