أمر الحاكم الفعلي للبلاد الجنرال شنقريحة الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية داخل أو خارج البلاد لحماية أمنها القومي وقام شنقريحة بجولة في قاعدة جوية قرب حدود الجزائر الغربية التي يبلغ طولها نحو 1500 كيلومتر مع المغرب وقالت المصادر ان الجنرال شنقريحة قال امره وهو يشاهد مقاتلات وطائرات هليكوبتر وهي تُقلع من القاعدة الجوية في الناحية العسكرية الثالثة وقال شنقريحة لعدد من الطيارين من القوات الجوية والقوات الخاصة في القاعدة: كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا.
ولكن السؤال هنا قبل أن يجرنا العجوز شنقريحة للحرب ضد المغرب هل الجيش مستعد لها… أولا يعجز الجيش الجزائري عن تحقيق الاستقرار في حدود مع مالي ويقع الجنود الجزائريون دائما في شباك الجماعات الإرهابية المسلحة بل يتحول الجنود الجزائريون في حدود مالي إلى ضحايا الاغتصاب وكل هذا بسبب عدم جهوزية الجيش الجزائري ويتبادر لذهن المراقب أن هؤلاء الجنود مصيدة للقناصة والتفجيريين دون أن يجد القناصون والتفجيريون عناء كبيرا في الوصول إلى أهدافهم الجيش الجزائري فاشل في تحقيق أي تقدم في الحدود مع مالي هكذا تشير تطورات الأوضاع الأمنية هناك نعم حسب الأرقام جيشنا ضخم ويملك معدات متطورة وطائرات رصد وقذف ومناورات لكن لم يستطع السيطرة على مساحة جغرافية صغيرة في الحدود مع مالي المعروفة بقلة عدد السكان وقلة التجمعات السكنية إنها منطقة محصورة ولا تتمتع بجغرافيا معقدة تساعد الإرهابيين على الاختفاء والتخطيط بهدوء ولكل هذا أي حرب ضد المغرب سننهزم فيها بسهولة ثانيا على المستوى السياسي إن جمهورية الجزائر لن تستقل ولن تولد إلا عندما تزول جمهورية الجنرالات من الوجود نعم يمكن تفكيكها ولكن ذلك سيستغرق وقتا ثانيا لا يمكن الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية إذا ظلت القوات المسلحة متماسكة وموالية للجنرالات وعلى راسهم شنقريحة بعبارة أخرى يمكن أن تؤدي الانتفاضات الشعبية إلى الانهيارات الاستبدادية فقط عندما تكف الجيوش عن الدفاع عن الوضع الراهن ويمكن للطغيان أن يستمر لسنوات وعقود من الزمن عندما يستمر جهاز قسري ملتزم بالوضع الراهن في كل موجة ديمقراطية جديدة تتحدى السلطة كان السؤال المركزي هو نفسه: هل سيستجيب الجيش لدعوة القمع أم سيكون جزءا من “تحالف منشق”؟ فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الانشقاق العسكري يغير علاقة القوة لصالح انتفاضات مدنية واسعة النطاق ضد الحكام المستبدين وأن الاحتجاجات يمكن أن تصل بسرعة والأهم من ذلك الحفاظ عليها لا يكون إلا بقوة تماسك الكتلة الحرجة للتغيير فقط.