كل المتتبعين للشأن المحلي والسياسي من مواطني الداخل والخارج وكل العالم كان يتوقع عودة “المنبطح تبون” من جديد إلى قصر “المرادية” بعد انقضاء مسرحية الحملة الانتخابية وما اعترى يوم الاقتراع 7 شتنبر 2024 من هرج ومرج وتزوير وتحريف ليبقى المخنث تبون رئيسا للجزائر جاثما على صدور الحرائر والاحرار لعهدة ثانية بمباركة من عصابة الجنرالات لكنه بدا فاقدا للشرعية بعدما لم يستجب سوى 6 في المائة من مجموع 24 مليون جزائري للتصويت على من سيحكم بلادنا لخمس سنوات مقبلة.
لدى هناك حقيقة علمية مفادها إذا حكم الجنرالات غابت السياسة حقيقة تؤكدها التجربة التاريخية ليس فقط في الجزائر بل حول العالم فعلى مدار العقود الماضية خضعت بلدان عديدة إلى حكم الجنرالات وذلك عبر هيمنة حفنة صغيرة من الضباط الذين اقتنصوا السلطة وتحكّموا في مفاصل الدولة والمجتمع دون أدنى خبرة أو دراية حول كيفية إدارة الشأن العام وكانت الحال أكثر وضوحا في بلادنا التي أصابتها نكبة حكم الجنرالات لهذا اختفت السياسة وتراجع معها دور الطبقة السياسية المدنية إلى درجة باتت فيها مقاومة الشعب الجزائري لحكم الجنرالات ضعيف وإذا كانت السياسة قد غابت تحت وطأة حكم الجنرالات في الجزائر إلا أن الصراع حولها لم يختف وإنما أخذ أشكالا ومسارات أخرى أهمها أنه تحول من صراع نخبوي إلى صراع مجتمعي وطبقي ينتظر أي فرصة للانفجار.