مظلوم هو الحمار حين يريد شخصا أن يسب آخر ينعته بصفة حمار فهل يستحق الحمار هذا النعت ؟ الحمار كائن مسالم غيور و صبور يرضى بأقل القليل ولا يرفض ولو أقل القليل مما تعطيه له و له في القناعة كنز ولا يأكل ما ليس له فلماذا حين يريد أن يسب أحد أحدا ينعته بصفة حمار ؟! هل لأن الحمار يحفظ الأماكن ولا يحيد عنها في طريقه فهو لا تغريه الدنيا دائما يسير مستقيما. فلماذا يُنعت المرء بـ”الحمار” كدلالة على الغباء، أو البلادة في معظم الأحيان، وينسى معظم الناس الصفات الحسنة التي يتمتع بها هذا الحيوان الجميل والحمار كما هو معروف من فصيلة الأحصنة، غير أنه أبطأ، وأكثر “شعبية” من الخيل، لجهة علاقته الوطيدة بالطبقات الفقيرة والشعبية.
جميع الأحزاب في بلدنا تبحث عن منفعة سلطوية أو عن منفعة مادية فليس هناك حزب يلبي حاجة الناس جميع أحزاب تبحث عن ملئ الجيوب وتخمة البطون وحده حزب الحمير الحزب المختلف عن باقي الأحزاب، هو حزب غير قومي، وبعيد عن المذهبية، ولا يحلم بالسلطة الانفرادية، ولا يؤمن بالاستئثار، بل يؤمن بالتواضع أساساً للحياة، والعمل لبناء الوطن، والتكاتف لأجل التقدم، والحب مبدأ للتعايش. أعضاء حزب الحمير لديهم تصور خاص، واعتقاد عميق بأن تحلي الإنسان بصفات الحمار يحيله إلى شخص منضبط في كل شيء، ومعطاء إلى أبعد حد، ومتعاون دون بحث عن منفعة، هم فقط يريدون خدمة المواطن والوطن بكل جد وحيوية وبدون تدمر ويقبلون بكل قناعة بالأجر الذي سيمنحهم الشعب يريدون فقط تقليد الحمير في خدمة المواطن البسيط .
حزب الحمير ليس حكراً على قومية، أو فئة أو جنسية، بل هو متاح لكل الناس (شاوي قبايلي عربي نايلي مزابي طارقي) بكل تسمياتهم وقومياتهم وبلدانهم، فالحمار تتوحد صفاته، وتختلف أسماؤه، لكن على المنتمي فقط ألّا يقل عمره عن 18 عاماً.ومن هنا على الجزائريين أن يحترموا “الحمار”؛ لأنه تحمل كثيراً في سبيل استقلال و قضية السلم الاجتماعي والتي دفع الجزائريين كثيراً من التضحيات في سبيلها، وخاضوا حروباً لأجلها، وكان الحمار خلال تلك المعارك يحمل الجرحى ويوصل المؤن والأعتدة، ويقطع مسافات طويلة، وسط ظروف بيئية وعسكرية صعبة.وكذلك فإن صفات الحمار الكثيرة جعلت الإنسان يعتمد عليه في رزقه؛ فهو صبور موثوق به ولا يخون الأمانة وكان على مدى الأزمنة الاقتصادية أحد أهم وسائل النقل.
الفكرة ليست غريبة لأن من يحكموننا يعتبروننا حميرا فلماذا لا نؤسس حزبنا والذي هو منا وإلينا ونقوم بركل الحركي من فوق كراسيهم ليعرفوا أن لصبر الحمير حدود.