كشف العديد من النشطاء أن الأمن إعتقل عشرات المواطنين في الجلفة بسبب مشاركتهم في تظاهرة رافضة لانقطاع المياه وللغلاء وسوء الأحوال المعيشية تحت شعار ” عطشتونا وجوعتنا يا ولاد فرنسا” وأفاد النشطاء أنه تم التحقيق مع عشرات المواطنين البسطاء في مقر جهاز الأمن الوطني في الجلفة ممن ألقي القبض عليهم ظهر أمس إثر تنظيمهم تظاهرة عقب صلاة الجمعة وقالت الشبكة تم تفريق قوات الأمن التظاهرة المناوئة للرئيس تبون ونقل المقبوض عليهم إلى مقر جهاز الأمن الوطني لاستجوابهم واتخاذ قرار بشأنهم إما بإخلاء السبيل أو إحالة البعض منهم إلى السجن للتحقيق معهم وأعرب النشطاء عن إدانتهم لهذه الاعتقالات التي جرت بحق المتظاهرين السلميين مؤكدين رفضهم إحالة أي منهم إلى أمن الدولة العليا للتحقيق معهم في ظل معاناة ملايين الجزائريين من أوضاع معيشية صعبة وقاسية بفعل موجة التضخم والغلاء.
لاحظت في الأيام الأخيرة أنني كلما فتحت بوابة بيتنا للخروج باغتتني مجموعة من القطط الضالة وراحت تمسح بأنظارها بيتنا بحثًا عن الطعام وأخذت تلتهم كل ما تصادفه من مخلفات الطعام بشراهة وتُقبل على تناول ما لم تكن تستسيغه حتى قشر البرتقال الذي من طبيعتها أن تأنف منه! فقلت: يا مغيث! ألهذه الدرجة توشك الحيوانات الضالة أن تهلك من الجوع؟! واليوم أوجعني أن رأيت سيدة عجوز تأكل بنهم غلافًا جافًا لحبة الذرة وتهبش من جزئه الصلب (اللُب) وكأنه عظمة فتحسرت أن شاهدت ذلك المنظر الذي بكى له قلبي ورحت أتساءل في نفسي: لماذا جاعت هذه السيدة والحيوانات الضالة في الجزائر؟ لماذا وصل بها الجوع لدرجة أن تتحين الفرص لاختراق الأبواب كرهًا؟ فكانت الإجابة ببساطة: لأن مصدر غذائها ما يفيض عن الناس من طعام وغالبية الجزائريين اليوم لم تعد لديهم بقايا من طعام إن وجد الطعام أصلًا! فما هذا الذي يحدث في الجزائر؟ وماذا حدث للجزائريين؟ لماذا يبدون كأنهم ضُربوا على الرأس ففقدوا نصف الوعي لدرجة أنهم سكتوا عندما رأوا ما لا يُسكت عنه؟ ولماذا وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من السوء؟ ولماذا سكتوا حتى آلت أمورهم لما آلت إليه من ضياع لمقدرات الدولة وفوق ذلك ضياع مواطنيها بين طفل لا يحظى بالرعاية الكافية لإنمائه نموًا سليمًا وشاب افتقد هويته حتى صار من همومه كيف يجد الوسيلة إلى ترك موطنه الذي ولد فيه وترعرع ليحتضنه بلد يؤمن بإمكاناته ويحفظ حقوقه ويشعر إزاءه بالانتماء وفي يقينه أن المواطنة عقد شراكة بين الإنسان ووطنه فالوطن يعطيه من الحقوق ما يعقبه شعوره بالأمان مما يستتبع قيامه بالواجبات الذي يستلزمه شعوره بالولاء وشيخٍ لا يغطي تأمينه الصحي الدواء لو أنه كان مؤمَّنًا عليه في الأساس؟ ما هذه اللامبالاة التي أصبحت سمةً الجزائريين؟ لماذا انتصر الخوف على الحرية؟ لماذا انتصر الخوف على المقاومة؟ لماذا انتصر الخوف على الحق؟ لماذا انتصر الخوف على الشعور بالأمان الذي وُعِد به الجزائريون؟! لقد تخوف الجزائريون من أن يجوعوا حتى جاعوا فماذا يتوجب عليهم الآن حتى لا يأكلوا القطط والكلاب؟.