في واقعة نادرة لم تُسجل في أي دولة إفريقية أو آسيوية فقيرة من قبل وهذه الدولة لا تفتقر لمقومات التقدم والتطور والخيرات الطبيعية والطاقية والمعدنية وإنما هي دولة تعيش على بحار من النفط والغاز ومواطنوها يعيشون حالة من الفقر والحرمان وصلت إلى مرحلة الإدمان والانتحار من شدة الجوع والفقر…نعم هي بلادنا العزيزة الجزائر التي تعيش الويلات وهو ما يعكس حالة الفساد الذي تغرق فيها بلادنا منذ انفصالنا القيصري عن الوطن الأم فرنسا سنة 1962.
شهر رمضان هذه السنة كان مناسبة لفضح حالة الفقر والهشاشة الاجتماعية التي يعانيها شعبنا المغبون وهو ما بدا جليا من خلال الطوابير الطويلة التي أصبحت تميز حياة هذا الشعب المقهور وعدم تمكن بعض مواطنينا البؤساء من الحصول على لقمة العيش من أجل أداء شعيرة الصيام في هذا الشهر الكريم وهو ما جعل شريحة كبيرة من ابناء جلدتنا يفطرون رمضان مكرهين فهم لا يمكن ان يصوموا الشهر الكريم كاملا بصبحه وليله ولا يجدون ما يقتاتون به ولا ما يكسرون به صيامهم وأمام هذا الوضع البائس لجأت عدة أسر جزائرية تعاني من الفقر والحرمان والعوز عبر ربوع ولايات الجمهورية إلى التهديد بالانتحار الجماعي وذلك بعدما حرمتهم السلطات المعنية من قفة رمضان وهو ما دفعهم بالصعود الى سطوح بنايات إدارية والمطالبة بحضور المسؤولين من أجل رفع الحيف عنهم وتمكينهم من قفة رمضان التي لا تتوفر الا على كسرة خبز و5 قنينات من المياه الغازية وقطعة صابون وحفنة شعير وبعض قطع السكر لا تكفي لكأس قهوة سوداء واحدة قفة لا تكفي لفرد واحد فما بالك بأسرة تتكون من عشرة افراد هي إذا حالة من الاحتقان الاجتماعي يحاول نظام الجنرالات التغطية عليها كعادته بكل الوسائل الشرعية والخبيثة منها ودلك من خلال مواصلة استفزاز دول الجوار ومشاكستها ومحاولة إشعال فتيل الحرب بالمنطقة من أجل إلهاء الشعب البائس وبقاء الطغمة الفاسدة في البلاد متحكمة في رقابنا.