اليوم أكثر من أي وقت مضى تظهر نتائج الحرب في غزة واقع الشعوب المقهورة والتي باتت أكثر استضعافاً وإذلالاً وقهراً تحت الديكتاتورية العسكرية المتسلطة والتي باتت أشد تسلطاً وقسوة وإجراماً فالفجور والفساد والنهب بات أوسع وأعمق والشعور بالمهانة والذل تضاعف عند الجزائريين لهذا إن الشعوب المنكوبة المذلولة المسلوبة الإرادة إذا غلت من الداخل فإنها تبحث عما ينفس عما في جوفها فلا تجد إلا صناعة البطولات الوهمية وهذا ما يفعله الجزائريين في مواقع التواصل الاجتماعي.
وهنا أقول لأبناء جلدتي الجزائريين من يرضى أن يحكمه الجنرالات الخونة ومن يرضى أن تبيع أخته شرفها بوجبة طاكوس ومن يرضى أن يأكل لحم الكلاب والحمير وتحت أرض بلاده ثروة تقدر بالمليارات الدولارات لا يمكنه الدفاع عن الفلسطينيين الاحرار لأنه لم يسبق عبر التاريخ أن دافع العبيد عن الاحرار ولهذا لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تعشيش الذل في النفس الجزائرية هناك تداخل لأمور متشعبة لها بعد تراكمي أي أن قبول الذل على النفس والرضا به لا يأتي وليد اللحظة ومن بين أهم الأمور المتدخلة في ذلك: منها التاريخية حيث أذل العثمانيين الجزائريين وجعلوا من الرجال غلمان ومن النساء جواري ليستمر تعشيش الذل في فترة الفرنسيين ومن ثم تأتي البيئة التي تشمل كل ما يحيط بالجزائري وكذلك التعليم وما يتعلق بالشق الثقافي للفرد وإلى جانب ذلك هنالك البعد التربوي الذي يلعب دورا بارزا في تكوين شخصية الإنسان وأي خلل بنائي قائم على الشعور بالضعف والغلبة والاستنقاص في الأمور المذكورة سلفا حري بأن ينزع من النفس صفة العزة ويزرع الهوان والأهم من هذا كله أن الذل يقترن بالتعلق والتمسك الجزائريين بعبادة الجنرالات منج عهد المقبور بومدين وصولا الى الجنرال شنقريحة الشيء الذي جعل الجزائري يسمح بأن تهان نفسه وتذل لينال شيئا من بقايا طعام الجنرالات ومن الطبيعي أن الذي يتنازل عن عزة نفسه ولا يصونها سوف يضطهد ويتعامل بتصرفات خسيسة لهذا يا أيها الجزائريين حرروا أنفسكم أولا من عبادة الجنرالات ومن بعد نرى القضية الفلسطينية .