أكدت عالمة الاجتماع المناضلة فاطمة أوصديق أن النظام في بلادنا يخلق لدى المواطنين من خلال اللجوء إلى خطاب المؤامرة المدبرة من الخارج شعورا بأننا شعب محاصر ولنا أعداء تتربص بنا من جميع الجهات الجيران منهم والمحيطين بنا وحتى دولة اسرائيل التي توجد في قارة أخرى بعيدة عنا كل البعد تكن لنا العداء وتريد تدميرنا وهو ما يجعل الشعب الجزائري يعاني من “اضطرابات نفسية جماعية توصف بحمى الحصار والعداء للجميع” .
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة العاصمة أن هذه الاستراتيجية التي تحيل في الوقت نفسه على “الهجمات السيبرانية والهجمات الإرهابية داخل حدودنا وعلى الخطر الخارجي تخلق لدى الجميع شعورا بأنهم شعب محاصر لا ملاذ له سوى قوى الأمن وحضن الجنرالات الدافئ وهو ما جعل المواطن يعاني من اضطرابات نفسية جماعية تنتج عنها عدوانية وكراهية لكل ما هو أجنبي عنا وخارجي وحتى مع بعضنا البعض وهو ما يفسر عدد الجرائم الدموية التي تحدث سنويا بالبلاد ففي مقال تحت عنوان “الطريق من أجل شعب حر” نشرته جريدة “ليبرتي” اعتبرت الباحثة أن النظام العسكري الحاكم بالبلاد “لا يقدم نفسه في الوقت الحاضر للشعب سوى من خلال قدراته القمعية أو الدفاعية عبر ترسيخه لدى كل فرد الشعور بوجود خطر خارجي وعداء باقي العالم تجاهنا”وهو ما يطلق عليه الباحثون اسم الهروب الى الأمام فعوض اعتراف العصابة الحاكمة بفشلها في تسيير قطاعات الجمهورية الحيوية وعلى صعيد كل المجالات (الاقتصاد التعليم التطبيب البطالة الفقر الجوع العطش الكهرباء الدعارة الاجرام…)وغيرها من الملفات الساخنة التي تمس الحياة اليومية للمواطن تواصل زمرة العجزة الحاكمة في تصدير وترويج فكرة أننا محاطين بالأعداء من كل جانب وأن سبب فشل سياسة النظام في توفير العيش الكريم للمواطنين وضمان الأمن والسلام لنا ولأطفالنا هم أعداء الخارج المتربصين بنا وأن عصابة الجنرالات بريئة من كل ما يقع للمواطن من قهر وذل وجوع وعطش وانتشار الامراض الجنسية المعدية وغيرها من الكوارث والغريب في كل هذا ان المواطن البائس أصبح يصدق هذه الخطة الجهنمية وبدأ يكن العداء لكل دول الجوار وحتى دول الخليج حتى بات كل العرب والأفارقة يتعاملون معنا كأننا همج أو قطاع طرق لا ثقة فينا ! .