لم يكن تهديد الرئيس تبون للمواطنين بالسجن إذا اكلوا العدس والقطاني مجرد تهديد فقط بل هو مؤشر على ما هو قادم في المستقبل القريب حيث دقت منظمات دولية ناقوس الخطر إزاء تطور مستوى الجوع في الجزائر في السنتين الأخيرتين حيث كشفت معطيات صادمة تضمنها التقارير الأخير للمنظمات الدولية حول “حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم” أن قرابة مليونين من الجزائريين يعانون الجوع في الجزائر ولا يجدون ما يقتاتون به كما صنفت الـ”الفاو” الجزائر كأسوأ بلد في محاربة الجوع في منطقة مينا حيث وأكدت المنظمة المذكورة أنه في الوقت الذي نجحت معظم دول العالم في تقليص معدلات الجوع بين سكانها فإن الجزائر وعددا من الدول الإفريقية وعددا آخر من بلدان جنوب الصحراء فشلت في تحقيق ذلك…
وبسبب الجفاف الذي ضرب البلاد ونظام “التقشف” الذي فرضه نظام الجنرالات من أجل مواجهة أزمة الغذاء في الجزائر بدأت مظاهر المجاعة تظهر على الجزائريين خاصة أن القدر البسيط من الأكل الذي كانوا يحصلون عليه من خلال الطوابير لم يكن قادراً على سدّ جوعهم فأصاب سكان الجزائر عدة أمراض سببها نقص الجوع وفقدان الجسم قوته بسبب غياب العناصر الغذائية الأساسية التي تحافظ على سلامته فكان حلم الجزائري اكل اللحم ولو مرة واحدة في الشهر لكن تحقيق الحلم كان صعب المنال فكلما تقدمت الأيام والشهور أصبح الحصول على الطعام صعباً وهدا يعود بنا خلال فترة الصراع بالعشرية السوداء حيث من أجل العيش اضطر الجزائريين لأكل كل ما تنتجه الأرض من حشيش غير صالح للأكل من أجل إسكات بطونهم الجائعة ليس هدا فقط بل وصل بهم الحال لأكل لحوم حيوانات غير صالحة للأكل كلحم الحمير والكلاب والقطط حتى إن البعض أكل من لحم الموتى الذين غادروا الحياة جوعاً وعطشاً خصوصاً أن الماشية كذلك لم تسلم من الجفاف وأصيبت بمرض يسمى “جدري الغنم” لم يكن الأكل والشرب فقط ما ينقص الجزائريين إذ إن غياب مواد النظافة وانتشار الأوساخ جعل أمراضاً خطيرة تنتشر بين الناس من بينها السل والزهري والرمد.