كان لقائي الأخير مع صديقي التونسي لقاءا رائعا مليء بالمحبة والود والأخوة ولا يخلو من بعض العتاب واللوم على الافعال الصبيانية من السياح الجزائريين المحسوبين علينا فهو ومعه كل التونسيين اصطدموا بالغوغاء من الشعب وأتباع الجنرالات الذين لا يدعون لا بشر ولا طير ولا حجر إلا واستفزوه وأزعجوه صديقي قالها لي صراحة “لولا أني عاشرت بعض الجزائريين الأحرار المثقفين لقلت أن كل الشعب الجزائري أبناء عاهرات “أخفيت غضبي على كلامه وسألته بهدوء “ما الذي يدفعك لمثل هذا الكلام وأنا عادتي بك انك هادئ المزاج لا تسب أحدا ؟” أجابني وبعض الحرج على وجهه أعذرني يا صديقي فقد تعرضت ابنت أختي القاصر لتحرش همجي من طرف جزائريين زاروا تونس مؤخرا لم أعرف بما أرد عليه سوى أني قلت له بغضب “آسف لما حدث لكم واعلم أنه كما قلت فالجزائر نصفها أبناء عاهرات والنصف الآخر أبناء الحركي والبقية القليلة هم قلة من الاحرار…
جوابي الغير متوقع جعل صديقي التونسي يتجرأ وينفس عن نفسه فقال لي “الامر لا ينتهي هنا بل يأتي الشاب من الجزائر وهو لا يجد ما يقتات به في بيته فيأكل أطيب الطعام ويشرب أفخر المشروبات عندنا ويعامل معاملة الامراء والكل يقدم لهم المساعدة وحين يسأل عن حالته بتونس يبدأ بسب التونسيين ويدعي أنه لن يعود لزيارتها لأنها أهلها لا يصومون رمضان ولا يسترون نسائهم وأغلبهم لا يِؤمنون بالله وأنه يزور تونس فقط من اجل السياحة الجنسية “سكت صديقي قليلا من شدة الانفعال وقلت له “لا عليك يا صديقي فأنا أعيش وسطهم وأعلم حال أبناء جلدتي جيدا فهم يحبون من يستعبدهم ويحتقرهم ولا يحبون من يحترمهم وعاد صديقي التونسي لشكواه وتظلمه فقال مند مدة ليست بالطويلة زرت الجزائر عندما كنت أنت بفرنسا (يقصدني) وكانت مصادفة في شهر رمضان فما رأيت هناك لا يصدق أبدا ففي عز رمضان يسب الرب علانية وسرا صباحا مساء في عز رمضان ترى المقاهي السرية مملوءة بآكلي رمضان والخمر تدور والعاهرات يغرين الزبائن في وضح النهار عندنا في تونس المرأة مزاجية كالأروبية تماما لا تطمع في وجبة “طاكوس” أو قطعة حلوى فاخرة او تعطيك نفسها من أجل بضعة حبات موز لا لا فالتونسية إن قبلت بك وعجبها شكلك وشخصيتك كانت لك وغير دلك لن تعطيك نفسها ولو بمليون دينار أما ما رأيت عندكم فيشبه ما يحدث بالهند وإفريقيا وتايلاند نساء رخيصات تبيع نفسها فقط لتشبع بطنها أما الشذوذ الجنسي فحدث ولا حرج وكل هذه الأشياء تقع في عز رمضان” لم أعرف ماذا أقول وكيف أدافع عن شعبي فالواقع شيء وكلام المواقع شيء اخر.