عقدة الآخر في علم النفس تعني أن الشخص المصاب بها يصنع في عقله الواعي والباطني شخصا يخاف منه ويهابه هذا الشخص لا يحبه ويكرهه جدا ولا يحب ان يظهر بمظهر الضعف والذل أمامه ويظن أن هذا الآخر يرى كل تحركاته ويحسب خطواته لذلك تجد الشخص المريض بالآخر يتصرف بحذر وبشك شديدين فهو دائما ما يغلق النوافذ ولو في عز النهار ويغلق الباب ويكرر فتحه وغلقه عدة مرات لأن الآخر يتربص به وينتظر الفرصة ليسرقه أو ليعتدي عليه وكل مشاكله ومشاكل الكرة الأرضية يربطها بالآخر ولا ينام إلا وضوء الغرفة مفتوح كل افعاله تكون نتيجة رد فعل عن تحركات الآخر في عقله فهو عدوه الأول والأخير…
عقدة الآخر تتجسد بالملموس عند نظام الجنرالات فالعالم كله يعلم أسطوانة الجنرالات القديمة وهي أن الجزائر تتعرض لمؤامرة عالمية من الآخرين وأن هؤلاء الآخرين يريدون تقسيم البلاد إلى دويلات صغير متناحرة بينها وغيرها من الأساطير التي نسجت حول هذا الآخر بل إن عصابة الشواذ جعلت من الآخر شماعة تعلق عليها كل إخفاقاتها وفشلها وخسارتها هذا شيء معروف ومألوف لدى زمرة الشر لكن أن تنتقل العدوى للشعب الجزائري البائس ويطبقها بكل حذافيرها فهذا شيء لا يطاق مؤخرا برزت عدت متاجر إلكترونية لإيجار أكباش العيد للتباهي به أمام الآخر ولا تترك الفرصة للشامتين بأن يشمتوا بالمواطن البائس وعلى أرض الواقع أيضا محلات لإيجار الأكباش تبدأ من 80 ألف دينار لليلة وتصل إلى 200 ألف ودلك حسب حجم الكبش تحت شعار “لا تدع الآخر يسخر منك ويشمت فيك تمتع بالخروف ويوم العيد أرجعه لنا كما لو أنك ذاهب به إلى المجزرة وعد لأهلك ببعض اللحم وأنت رافع رأسك” هذا الشعار ستجده عند كل المحلات والمواقع التجارية لا يهم أنك تلعب بسنة نبوية شريفة فالعديد من المواطنين يتهافتون على أضحية العيد ويبيع أغراض بيته ويأخذ قرضا من البنك بالربى ليقوم بشريعة ليست فريضة والأمر من هذا أنك تجد هذا الشخص لا يقوم بالصلاة وهي فرض من فرائض الدين وهذا كله لكيلا يسخر منك الآخر ولا يشمت فيك الآخر! .