بدأت ظاهرةالعزوف عن الزواج بالجزائر تأخذ أبعاداً خطيرة بعد أن باتت دائرة العنوسة كما العزوبية تزداد اتساعاً بشكل يؤكد خروج الوضع عن السيطرة وإن كان البعض يربط الأمر بالأوضاع الاجتماعية المزرية بالبلاد خاصة الفقر والبطالة فإن آخرين يرجعونه للانتشار الكبير لبيوت الدعارة في جميع أرجاء الجزائر ثم إلى تغيير الفكري الثقافي وتقليد أعمى للنصارى واليهود في سلوكياتهم الشاذة والاكتفاء بالعلاقات الجنسية العابرة التي ينتج عنها أمراض جنسية خطيرة وانتشار أبناء الحرام بالمجتمع في حين يعزو بعضهم الأمر إلى الأسباب نفسية وإلى تغيير الميول الجنسي لدى الشباب والشابات والاكتفاء بعضهم ببعض في علاقات شاذة لا ينجم عنها أبناء الحرام وأبناء زنى بل ينتج عنها أمراض جنسية مميتة وغضب من الله وسخط لا ينتهي أبدا !.
ويزداد تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج وسط الشباب والشابات يوم بعد يوم بعد أن أصبحت تمس الرجل والمرأة على السواء ففي حين ارتفع معدل سن الزواج لدى الفتيات إلى الثلاثينيات والأربعينيات لم يعد الفتى يفكر في “الميثاق الغليظ” أصلاً ولا يريد ان يتحمل مسؤولية الزواج وتكوين بيت وأطفال ومتطلباتهم ما أفرز وضعاً جديداً في تركيبة المجتمع لا سيما أن المتفق عليه بين معظم أفراد المجتمع الجزائري إناث وذكور هو “فقدان الزواج لمعناه المقدس” ولمكانته الطبيعية بين الرجل والمرأة طالما أن الرجل والمرأة يستطيعان قضاء وطرهما من بعضهما وأخذ شهوتهما كاملة بتكلفة قليلة في بيوت الدعارة وأحيانا بلا دينار واحد وبلا مشاكل الزواج ومنغصاته فقط يحتاجون لغرفة مغلقة وسرير دافئ ليتمتعوا بليلتهم وبغريزتهم بلا صداع تكاليف العرس المرتفعة ووجع المسؤولية وتبعياتها وصراخ الاطفال ومتطلباتهم التي لا تنتهي على حد قول هؤلاء الشباب والشابات إضافة إلى النوع الآخر من الإناث والذكور الذين فضلوا الاكتفاء ببعضهم البعض والخروج عن المألوف وصنع أجيال جديدة من جيل قوس قزح.