مشكلة الشعب الجزائري العظمى هي نظام الجنرالات وزعيمهم الجنرال شنقريحة حيث تتمثل هذه المشكلة بعدم قدرت النظام على الاستفادة من الإمكانيات المادية والبشرية الكثيرة المتوافرة في وطننا فهو يلجأ إلى استنزاف الموارد المحلية وتسخيرها لمصالحها الخاصة على أساس ملكيته لها دون باقي الشعب الجزائري وذلك من أجل تدعيم حكمه السياسي والعسكري وفرض سيطرته الكاملة على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالجزائر.
فالطريقة البشعة التي يقوم بها الجنرال شنقريحة ومن معه لسرقت خيرات البلاد خلقت تباعد اجتماعي وطبقي كبير بين فئات المجتمع الواحد فهناك صاحب السلطة “الجنرال شنقريحة ” الغني بمال الشعب الذي يملك غالبية الدخل القومي للدولة وبالمقابل نجد المواطن الجزائري البسيط الذي لا يملك إلا القليل المتوافر له بعد استغلال كل القطاعات الاقتصادية المهمة في الوطن فبرغم من الثروات البشرية والمادية الهائلة التي تتمتع بها الجزائر فإن نظام الجنرالات أخفق في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية ولا تزال قطاعات واسعة من الشعب الجزائري تعاني الأمية والبطالة وتدني مستويات الدخل وغلاء المعيشة وغياب الخدمات والمرافق كما أن الفجوة بين الطبقات والمناطق في الدولة في اتساع مستمر وقد أدى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتفشي الفساد بشكل واسع واستئثار نخب ضيقة مرتبطة بالجنرال شنقريحة بعوائد التنمية إلى تزايد حالة السخط السياسي والاجتماعي وظهور حركات احتجاجية على نطاق واسع فقد ضاعف فساد نظام الجنرالات من الآثار السلبية لضعف الاقتصاد الأمر الذي أدى إلى تزايد الإحباطات وهيأ المجتمع الجزائري لثورة دموية في أي لحظة خاصة أن معظم الدراسات تؤكد على الارتباط القوى بين الوضع الاقتصادي والثورات الشعبية وبالتالي هناك علاقة مباشرة بين الضغوطات الاقتصادية والثورات الشعبية وفي هذا الإطار تنطلق الفرضية الاجتماعية في تحليلها لظاهرة العنف من مسلمة مفادها أن العنف هو حالة اجتماعية تنتج داخل المجتمع وبالتالي هناك سعي لفهم الاختلالات الاجتماعية التي أدت إلى العنف وعليه فإن الثوة القادمة لشعب الجزائري هي نتيجة القمع والفساد والفقر والبطالة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والجهد الضعيف الذي بذلته حكومة الجنرالات لحل هذه المشاكل كل هذه المشاكل وغيرها ستكون سبباً في الحرب الأهلية علماً أنها تكفي لوحدها لإثارة الثورة في دول أخرى وأزمنة أخرى ومن ثم نستطيع القول أن الانفجار قادم لا محالة.