توجه المختصون في السنوات الأخيرة عبر العديد من دول العالم إلى إعطاء اهتمام متزايد ل”ظاهرة التنمر” التي تعد أحد أشكال العنف التي يمارسه التلميذ أو مجموعة من التلاميذ ضد تلميذ آخر والتي تفشت بشكل ملحوظ في مؤسساتنا التربوية وقد اختار الدكتور في علم النفس المدرسي في هذا الشأن إجراء دراسة ميدانية على مجموعة من التلاميذ.
كان لنا لقاء معه حيث شرح الدكتور المتخصص في بداية معنى كلمة “التنمر” التي كانت إلى وقت قريب غير متداولة بل وغير معروفة في مجتمعنا بأنها “محاولة الاستقواء على الغير” و سب الشخص بنقص فيه يكون خلقي او بمظهره على العموم يقول تعد شكلا من أشكال العنف وللأسف الشديد على الرغم من أن الظاهرة منتشرة في مدارسنا بل مجتمعنا بصفة عامة إلا أن الدراسات قليلة في هذا الباب وشملت الدراسة التي تمت حسب المتحدث بولاية تيزي وزو ومست عددا من المتوسطات بغرب الولاية حيث استهدفت أكثر من 365 تلميذ ويأخذ التنمر في مؤسساتنا أشكالا متنوعة وكثيرة منها التنمر على الاصول فتجد التلميذ العربي يسب القبايلي بأصله الامازيغي وشكله المميز للقبايليين او تجد التلميذ الغني يظهر بعض الفواكه النادرة في السوق اثناء الاستراحة مثل الموز والتفاح امام التلميذ الفقير كنوع من التنمر الطبقي والاخر يتبجح بابيه الشرطي امام التلاميذ مجهولي النسب الى جانب التنمر الجنسي الذي يتمحور في بعض اللمسات الحميمية والتي تكون في المناطق الحساسة ودالك بين الجنسين معا فتجد التلميذ القوي يتحسس التلميذ الضعيف او التلميذة حيثما يشاء وكدلك بين التلميذات المراهقات بل حتى بين الاساتذة فالذي عنده سيارة يتنمر على الذي يملك دراجة والمتزوجة تتنمر على العانس اصبح التنمر عادة طبيعية في مجتمعنا يتكبر من خلالها القوي على الضعيف والضعيف على المريض وهكذا مجتمع مليء بالحقد والكراهية لا تنتظر منه ان يلم شمل احد و شمله اصلا ممزق ومفرق.