تحولت مؤسساتنا التربوية إلى منابع فساد فلم تسلم المدارس والجامعات والمؤسسات التربوية هي الأخرى من مظاهر الفساد الأخلاقي التي طغت على المجتمع وأخرجته عن طبيعته المعهودة لتتحول هذه المؤسسات إلى منابع لإنتاج الفساد والإجرام ومواقع جيدة لممارسته بل ومعاهد لتخريج المنحرفين. فمن لم يسمع عن ظاهرة ترويج المخدرات في الأوساط الطلابية وبقيادة تلاميذ في المتوسط وطلبة جامعات ومثال ذلك ما حدث في إحدى الثانويات في سكيكدة عندما قتل الشاب بوكرمة كمال 17 سنة و الذي كان قد تعرض يوم أمس للضرب من طرف رفقاء دربه بالمدرسة بحي الزرامنة أين غدر به أحدهم بطعنة في الوتر أودت به إلى مستشفى عبد الرزاق بوحارة أين قام الفريق المعالج فورها بتزويده بكمية معتبرة من الدم كما أجريت له عمليتين جراحيتين لمحاولة البحث عن الوتر المقطوع إلى أنه لفظ أنفاسه صبيحة يوم الخميس على 8:30 . اما ترويج المخدرات داخل المدارس الجزائرية ومن طرف تلاميذها ليست الظاهرة الوحيدة التي سجلت على مستوى المؤسسات التربوية وإنما انتشرت مؤخرا ظاهرة حمل السلاح الأبيض وتكوين جماعات أشرار بين فئات المراهقين والقصر وخاصة فئة التلاميذ المتمدرسين في الابتدائي والمتوسط والثانوي بشكل محترف ظنا منهم أنها ميزة للرجولة أو الشجاعة حيث أصبحت هذه الأخيرة موضة غايتها الدفاع عن النفس وذلك حسب آخر إحصاء للمكتب الوطني لحماية الطفولة والذي كشف عن أرقام مخيفة لجنوح الأحداث حيث تم إحصاء 638 متورط في جريمة حمل السلاح الأبيض خلال سنة واحدة فقط. ظاهرة الاختطاف هي الأخرى لم تعد بالجديدة عن المدارس الجزائرية وأصدق مثال عن ذلك ما حدث بإحدى الثانويات بعنابة في وقت سابق حيث أقدم شاب على التسلل إلى الثانوية لاختطاف رفيقته القاصر تحت تهديد السلاح الأبيض وبالقوة واستطاع جرها من داخل حرم الثانوية إلى الخارج ليحتجزها طيلة المساء في قبو بالعمارة حيث يسكن ويعتدي عليها جنسيا قبل أن تتدخل مصالح الأمن لتحريرها هذا زيادة عن جرائم السرقة والقتل والجرح العمدي التي أصبحت شائعة بين تلاميذ المدارس لاسيما على مستوى المتوسطات والثانويات. أما الجامعات التي من المفروض أن تكون موقعا لالتقاء المتعلمين والمثقفين من جميع التخصصات فحدث ولا حرج ولعل التقارير الإعلامية والكاميرات الصحفية قد تحدثت طويلا ورصدت كثيرا مما يحدث داخل أسوار الجامعات ووراء الأبواب المقفلة في الإقامات الجامعية من مظاهر الانحلال والانحطاط والفساد الأخلاقي من ترويج وتعاطي للمخدرات إلى الدعارة وبيع الهوى بل ومنح الأجساد بالمجان لمن أراد عيش علاقات غرامية لاسيما على مستوى الإقامات الجامعية المختلطة.