الجنرال توفيق رجل العقود الثلاثة الأخيرة الذي يمقته الكثير من الجزائريين باعتبار أن اسمه ظل مرتبطا بكل الانتهاكات والتجاوزات التي عرفتها الجزائر فيما بين 1985 و 2015. إن ما حصل منذ منتصف الثمانينات من اعتقالات تعسفية واختطافات ووفيات في مخافر الشرطة وتعذيب وتنكيل واختفاء قسري كان وراءها بشكل أو بآخر الجنرال توفيق كمسؤول أول عن الاستخبارات وكقائم على الأجهزة الأمنية. وقد ثبت تورطه بهذه الصفة في الكثير من الانتهاكات الجسيمة والتجاوزات الكبرى التي عرفتها البلاد فيما بين توليه المسؤولية إلى حدود تنحيه بمحض إيرادته لأسباب صحية.
كل التقارير المتعلقة بالفترة التاريخية الممتدة ما بين 1985 و 2015 لاسيما تلك الموصوفة بالموضوعية تفيد أن الجنرال توفيق يعتبر رأس الحربة بخصوص الفوضى والإجرام والانتهاكات والتجاوزات التي كانت البلاد مسرحا لها آنذاك. فالمنطق يقول إن تلك المشاكل وأخرى ما زالت لم تكشف بعد كان هو وراءها وأن رئيس المخابرات الأسبق له يد فيما حصل على امتداد فترة اضطلاعه بالمسؤولية كما أن دوره أضحى مؤكدا الآن بالنسبة للعام والخاص فيما يرتبط بتعطيل السيرورة التنموية للبلاد نحو الديمقراطية. فأغلب النقط السوداء التي طبعت مرحلة ما بين 1985 و 2015 ارتبطت بشكل أو بآخر باسم محمد لمين مدين المعروف باسم الجنرال توفيق.
لا يخفى على أحد الآن أن تأثير الجنرال توفيق لازال سائر المفعول في جملة من الأوساط وبين جماعة من الأشخاص. وكثير منهم ما زالوا يحتلون مواقع المسؤولية إلى حد الآن. كما أن لجنرال توفيق أصدقاء وحلفاء خارج الجزائر إذ تمكن من ربط علاقات وطيدة مع بعض الشخصيات نذكر منها امير قطر الاب و حاكم دبي و الرئيس الروسي بوتين. وقد أكد أكثر من مصدر أن الجنرال توفيق دخل في مشاريع مع هؤلاء عندما كان في أوج سلطته يصول ويجول بالبلاد بدون حسيب ولا رقيب. كما أن ما تم كشفه بخصوص تمويل حملة رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا اثنار الانتخابية ودور الوساطة الذي اضطلع به بهذا الخصوص يؤكد بجلاء صلابة تلك العلاقات. فهل هذه العلاقات ستصبح عديمة الجدوى مع استمرار كشف مسؤولية الجنرال توفيق المباشرة منها أو غير المباشرة فيما جرى بالبلاد من تجاوزات كبرى وانتهاكات جسيمة وفضائح مالية ؟ وإن حصل هذا. فهل الجنرال سيخرج من جعبته أوراقا للضغط ؟ هذا ما ستكشفه لا محالة الأيام القادمة باعتبار أن ملف الجنرال توفيق لا زال في بداية بداياته
الجرائم المتهم بها الجنرال توفيق :
– جرائم القتل والقتل العمد مع سبق الإصرار.
– استعمال وسائل التعذيب والقيام بأعمال وحشية في حق جملة من المواطنين
– الأمر بممارسة العنف الناتج عنه بتر عضو أو العجز الدائم والعنف المرتكب عمدا.
– جرائم الاختطاف والاعتقال التعسفي.
– جرائم التهديد بارتكاب أفعال إجرامية ضد الأشخاص والأموال.
– جرائم عدم التدخل للحيلولة دون وقوع فعل يهدد السلامة البدنية وجرائم الامتناع عن تقديم المساعدة لشخص في خطر وجرائم الرفض والإهمال الصادرة عن موظفين تابعين لإستخبارات أو الأجهزة الأمنية.
– جرائم الاعتداء على حرمة المنازل واقتحام المساكن والإقامات بدون وجه حق وقانون.
– جرائم التزوير والتلفيق للنيل من بعض المواطنين (محاضر مزورة ومفبركة وتهم ملفقة وحجج مختلقة).
– جرائم استغلال النفوذ وتبذير المال العام والغدر.