المواطن في الجزائر يعيش في دولة تسمى (دولة الخوف) وفي هذه الدولة يتجسد الخوف أمام نفوس المواطنين في أشكال كثيرة فهناك خوف من الجار فربما يكون من أحد مخبري السلطة وهناك الخوف من عدو وهمي صنعته أجهزة الإعلام والخوف من تجسس أجهزة أمن النظام على وسائل الاتصال المتعددة مثل الهواتف الأرضية والمحمولة وحتى وسائل الاتصال الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك والخوف من بطش القوة الحاكمة وأجهزة التعذيب الرهيبة والتي تفتك بمعارضي نظام الجنرالات وغيرهم فالخوف يجوس خلال نفوس أفراد المجتمع الجزائري وهذا يؤدي إلى الرعب وفقدان الثقة بين أفراد المجتمع والتوتر والحزن والكآبة والتمزق الروحي حتى يصل الفرد إلى محطة الانتحار.
وفي دولة الخوف لا حق للمواطن الجزائري أن يبدي رأيه ولا يحق له أن يعترض على ظلم واقع به أو بغيره ولا يحق له أن ينبس ببنت شفة حتى وإن هجر من بيته أو أخذ بيته لصالح فئة مرتبطة بنظام الجنرالات ولا يحق له أن يتنفس إلا بإذن النظام القمعي الحاكم!وبسبب حالة الرعب التي استولت على روح المواطن الجزائري فإنه لا يجد أمامه سبيلاً للنجاة سوى أن ينافق السلطة الحاكمة بدءاً من مديره في العمل وانتهاءً برأس النظام الحاكم الجنرال شنقريحة …لهذا إن عودة الوعي للمواطن الجزائري المغفل هي البداية لكي ينفض عنه غبار الغفلة عن حقوقه المهدرة وهي البداية لينزع عنه براثن الخوف من أشياء كثيرة ما برحت أجهزة الدعارة الإعلامية تزرعها في جنبات نفسه وهي البداية لكي يثور ضد كل ظلم وطغيان وهي البداية لكي ينطلق ويبدع ويطور نفسه وبلده ليلحق بقطار الحضارة والتقدم والازدهار.