أدت هيمنة شرذمة الجنرالات على الجزائر طيلة عقود طويلة امتدت منذ استقلال إلى اليوم إلى خراب أحوال البلاد والعباد فلقد أدت شرذمة الجنرالات مع مرور الزمن ومع سيطرة الجنرال الواحد والزعيم الأوحد إلى نشوء طبقة سياسية وفكرية ونخب ثقافية فاسدة سيطرت على كل مفاصل الدولة والمجتمع وكل المؤسسات الإعلامية والثقافية وكرست ثقافة تمجيد الفساد حتى تحول الفاسدين لرموز للنجاح الاجتماعي وأصبحت كل مظاهر الفساد من نهب للمال العام والرشوة والمحسوبية مظاهر عادية يمارسها الكل ضد الكل بل وصل الأمر لحد توريث الفساد عبر توريث السلطة وأصبح المجتمع خارج دورة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وهمش أبناء الشعب وأدخلوا دورة النسيان.
ولكن اليوم ومع الأنترنت فضح الجنرالات وعلى رأسهم الجنرال شنقريحة فقد عرف الصغير قل الكبير فساده ولهذا يبدو أن نور الأمل قد عاد للضياء من جديد مبشرا بنهاية زمن دولة الفساد وانطلاق حركة التحرر من هيمنة الجنرالات الفاسدين ورد الاعتبار لقيم الدولة المدنية العادلة والقوية والراعية لكل مواطنيها إن ما حدث مؤخرا في تسريب فضائج الجنرالات هو ثورة صغيرة ضد دولة الفساد ورموزها التي سرقت الأخضر واليابس لدى يجب أن تلهم هذه التسريبات والثورة الناعمة الشعب الجزائري للتحرك ضد الجنرالات الفاسدين كما بينت هذه التسريبات أنه حان الوقت لتحرير قدرات الشعب الجزائري هذا التحرر إن لم يتحرك لفرضه الشعب لن يقوم به أحد خاصة مع تحالف النخب الثقافية والإعلامية مع الجنرالات الفاسدين ودفاعهم المستميت عن دولة الفساد التي تحولت إلى دولة راعية لهذه النخب الفاسدة التي تخلت عن دورها في بناء العقل وأصبح كل همها جمع الثروات على حساب كرامة الشعب وأصبحت تتاجر في كل شيء حتى في الدين الذي أصبح تجارة رابحة تدر على هؤلاء ملايين الدولارات لهذا يجب علينا أن لا نلتفت إلى أحد ونركز على هدفنا إسقاط نظام الجنرالات.