قد تُزعج نرجسية جنرالاتنا الأبطال والأشاوس رغم أن انهم لم يشاركوا في أي حرب وكذلك بعض ما يسمى بالنخبة والتي تسبح في فلك أحذية الجنرالات وصف بلدنا بالدولة الغارقة ويعدّونه نوعاً من المسير الأعمى خلف ما تقرره البلدان المتقدمة ومراكز بحوثها لكن لا تزعجهم أبداً الأرقام والمؤشرات التي تعتمدها سنوياً بمجلة فورين بوليسي بدعم من صندوق السلام الأميركي في التصنيف السنوي لـ 178 دولة! ولا تثير قلقهم التقارير المرعبة للبنك الدولي عن متلازمة الفقر والبطالة والفساد وانعدام الأمن بالجزائر…
نعم وصف الغرق و الفشل ينطبق تماماً على الدول التي تجعل مواطنيها يقفون في الطوابير لساعات وتعجز عن الوفاء بالتزاماتها في توفير الحاجات الأساسية لغالبية شعوبها والتي لم تراجع واقعها ورسخت السياسات العبثية والفوضوية في الحكم ولم تولِ اهتماماً لمؤشرات تصاعد الفساد واتساع الفجوة بينها وبين مواطنيها وانهيار حكم القانون وتخاذل الحكومات عن مهمتها الرئيسة باحتكار وظيفة الأمن وسيطرة مافيات السياسة والجيش وفرض نفوذها على الدولة والمجتمع لذلك ما يحدث في الجزائر هو نتيجة طبيعية لمصير الدولة الفاشلة فهي النموذج الأبرز لهذه الدول بالمنطقة فعلى طوال عشرون عاماً لم تغادر المراكز الأولى في تصنيف الدول الأكثر فشلاً فالانهيار السياسي والأمني في الجزائر لم يكن ليحدث لو لا سياسة تبذير المال العام ومنح أموال الجزائريين لدول مجهرية أو ما يسمى بشبه دول كموريتانيا والتي أخد رئيسها 300 مليون دولار قبل أن يرحل عنا ولكن وقعت قصة غريبة حيث سأل احد مرافقيه مسؤول جزائري عن الطوابير التي شاهدها في الصباح الباكر ليجيب المسؤول الجزائري بكل وقاحة أن خبرة الجزائر في التنظيم جعلت الشعب الجزائري من اكثر الشعوب تنظيما والدليل طريقة وقوفه في الطوابير ليجبه المسؤول الموريتاني بغباء نتمنى أن تسفيد موريتانيا من خبرة الجزائر بالطوابير.