فيما تمضي الجزائر حسب كل التقارير الواردة و التي تعري بأرقامها تقل المعضلة الاجتماعية و هشاشة البنيات الاقتصادية نحو انفجار اجتماعي أصبح يلوح في الأفق العاجل مع انبعاث ثورات الهامش التي اكتسحت العديد من المدن الجزائرية مع نهاية هذه السنة فيما انشغلت (النخب) السياسية والثقافية هده الأيام أيما انشغال بنفخ انتصارات منتخب كرة القدم لتلهية القطيع عن مشاكله وحاجياته الضرورية…
متناسية كل الأسئلة المقلقة عن عمق الأزمة الاجتماعية و ارتفاع الفقر إلى أرقام مخيفة و غول البطالة الذي يلتهم آلاف الشباب الجزائري في بلد 4 ملايين عاطل و تفشي الرشوة في الإدارات العمومية و فشل كل المخططات الحكومية في جلب الاستثمارات الخارجية إضافة إلى انغلاق النسق السياسي الجزائري على بنيته العسكرية التقليدية الممركزة و التي تهمش كل المبادرات الرامية إلى إشراك فعلي للمواطنين و الهيئات المنتخبة في السلطة بدل الرهان على حكم الجنرال المطلق لسلطات أو تلك الرامية إلى فصل السلط عبر المَأسسة و الإصلاح الدستوري وفي ضوء كل ما تقدم تستمر اللوبيات العسكرية المسيطرة على الاقتصاد الريعي و المحاصصة الإقطاعية التي توفر الامتيازات للنخب التقليدية من أعيان و خدام الجنرالات في احتكارها لثروات و خيرات الشعب الجزائري فيما تعيش غالبية الشرائح الاجتماعية بين سندان الفقر و الحرمان من الخدمات الصحية و التعليمية و تستمر اللوبيات العسكرية في تهريبها للعملة الجزائرية و تكديسها في أرصدت و حسابات البنوك السويسرية و الفرنسية و الأرقام المتوفرة لدينا تكشف مدى الإهدار الذي تتعرض لها أموال الشعب على هدا المستوى بشكل مقلق و لم يعد خافي على المسئولين و على مستوى أزمة البطالة التي تطال 70 في المائة من حملة الشهادات العليا يضطر العديد من الشباب الجزائري إلى المغامرة عبر ركوب أمواج البحر الهوجاء و أسبوعيا لا زالت و سائل الإعلام الخارجية تتحدث عن عشرات الجثة من خيرة الشباب المنحدرة من اسر فقيرة و التي يلقي بها البحر على الشواطئ بعد غرقها في عرض البحر أما عن هجرة الأدمغة فحدت و لا حرج هدا كله بينما يغص المسئولين الحكوميين و الجنرالات و الصحافيين الدين يتقاضون أجورا خيالية في نوم مُعسل و إشغال جحافل الجياع و المحرومين بكرة منفوخة بالهواء وبشعار هيا نرقص فرحا بفوز المنتخب وتحرير فلسطين ؟؟؟ .