لم تعرف الحياة السياسية في الجزائر منذ (الاستقلال) رجلا أكثر ولاء للجنرالات وزبانيتهم من عبد المجيد تبون بإمكانه أن يخدم بن قرينة لو يصبح رئيسا ويشق طاعة من صنعوه من أمثال الجنرال شنقريحة وخالد نزار ومحمد مدين المدعو التوفيق كما فعل مع بوتفليقة وذلك بجرة قلم وفي رمشة عين…
وسيبرر ذلك بمنطق سفسطائي لا نظير له و يصبغه صفة رجل الدولة والخادم لبلده نعم تبون رجل كل السلط و التحالفات والمؤامرات التي تدبر بليل أما وأن يكون رجل دولة أو صاحب مواقف أو من يؤتمن فذلك ما هو بعيد عنه يجمع في شخصه كل المتناقضات ومستعد للتكيف مع كل اتجاهات الريح المهم أن يظفر بالرضى و الموقع ويبرهن في كل مرة على استعداده الدائم للخدمة في كل شيء فهدا مبدئه ”مات القايد صالح عاش شنقريحة” والغاية عنده تبرر دائما الوسيلة طموحه في البقاء بالرئاسة لا يضاهيه فيه إلا بوتفليقة الذي يعرف تماما نفسيته وتقلبه ولذلك وضعه منذ توليه مقاليد الحكم عنوة وزورا وتزويرا تحت إبطه ولكنه يعلم يقينا أنه “تأبط شرا” يشبه في مواقفه كرة الطاولة أثناء اللعب يحب دفء السلطة ورفاهيتها و يتكيف مع فسادها ويديره كما يستقوى بجبروتها على مخالفيه و المستضعفين من الناس متخصص في “المهام القذرة” ومسرحي ماهر في ارتداء الأقنعة وتمثيل الأدوار المختلفة يكذب بصدق أما الحق والباطل فعنده سيان وله قدرة خارقة على إقناع نفسه بالأوهام قصديري الوجه وسياسي بالصدفة لا يعرف الواقع إلا على الورق ومن خلال الأرقام المكذوبة لا يؤمن لا بالمؤسسات ولا بالحريات ولا حتى بالعلم والتكنولوجيات رجل من أزمنة ما قبل الحداثة والدولة والسياسة هو مثل العاهرة دائما ولائه للغالب وقريبا سينقلب على شنقريحة.