يجب أن يخرج المواطنون في مسيرات عفوية صوب مركز الشرطة للتضامن مع إخوانهم المعتقلين في محنتهم رغم أن الجزائر تعج بالمتفرجين الساكتين عن ظلم الجنرالات عملًا بمبدأ “لا شأن لنا بهذا الظلم بما أنه بعيدًا عنا” لكنهم لا يعلمون أن آلية الظلم والجنرالات تعمل على أساس أن الجميع مستهدفون لذلك يخطئ من يظن أن ظلم الجنرالات على غيره لن يصل إليه…
الجنرالات لا حياة لهم إلا بتعميم ظلمهم على كل شعب الجزائري بل إنه ما أن يفرغوا من إيقاع الظلم على الآخرين لا بد أن يطالوا بظلمهم من أعانهم عليه سواء بالسكوت والرضا وغض الطرف أو بالعمل والقول ذلك أن سنة الله في الكون أن من أعان ظالمًا سلطه الله عليه بل إن الظلم لا محالة ولا بد أن يطال الظالم نفسه وتلك حقيقة وأمر واقع لا فكاك منه يؤكده قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} الزمر 51 وكذلك قال تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} النحل 34 ولقد حرم الله تعالى الركون إلى الظالمين وكذلك حرم الدفاع عنهم فقال في كتابه العزيز {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} القصص 17 إن الظلم عواقبه وخيمة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدولة حيث سيعم الخوف وينعدم الأمن بل ويصبح الظالم نفسه أشد خوفًا كما يعم الضنك وضيق المعايش فلا تقوم للدولة ولشعب الجزائري قائمة فكم من أمم لم تقم لها قائمة بسبب الظلم وركونها إلى الظالمين وقديمًا قالوا إن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة ولا يقيم دولة الظلم ولو كانت مسلمة ما أكثر الظالمين المستبدين الذين ثارت عليهم الشعوب وعلى أعوانهم ولو بعد حين فتحولت ديارهم إلى خرابات فثوروا على ظلم الجنرالات يرحمكم الله.