ألقت قضية تهريب الجنرالات لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي لإسبانيا بهوية مزورة من اجل العلاج حجرا كبيرا في بركة المشهد السياسي بالبلاد ونجحت في شد الانتباه وإثارة لغط سياسي واستخباراتي يتوقع أن يستمر لمدة لكنها بالمقابل هيأت أرضية لتصفية الحسابات بين الجنرالات وملاحقة أي جنرال يعارض حاكم الجزائر شنقريحة بتهمة الخيانة…
حيث سارع شنقريحة إلى الإعلان عن عزم المؤسسة العسكرية إحالة الكثير من الجنرالات إلى التحقيق على ضوء تسريب معلومات تهريب زعيم البوليساريو والتي تسرق خيراتنا مند أربعين عام حيث أدخلت تسريبات العملية الاستخباراتية والتي كان يتراسل العملاء وثائقها تحت عنوان “سري للغاية ” الصراع بين كبار جنرالات إلى منعطف جديد قد تكون له تداعياته العميقة على مجمل الوضع السياسي والأمني في البلاد حيث قتل مدير المركز الوطني للأرشيف العسكري الجنرال الهادي عمي أثناء التحقيق معه حيث كان من بين عشرة جنرالات أخرين يتم تحقيق معهم والذين كانوا على علم بعملية تهريب زعيم البوليساريو وهو ما يشي بتصاعد صراع الأجنحة داخل النظام فالفريق شنقريحة هو ابن المؤسسة العسكرية وصاحب الرتب العالية فيها ورئيس أركانها وله فيها عصبة وأنصارا لهذا اتساع دائرة الصراع ودخول أطراف أخرى على الخط هو سيناريو ترجحه طبيعة الفاعلين في هذا الصراع الذي يصفه البعض بصراع كبار الجنرالات على تركة “المغتال القايد صالح” هو صراع تكشفت العديد من خيوطه في الأسابيع الماضية على شكل تسريبات متبادلة وإقالات واحتكاكات بين الفينة والأخرى ومن آخر تجلياته تكليف شنقريحة احد المقربين منه بتسيير ومراقبة جهاز المخابرات بالنيابة وسط جدل في سدة الحكم أثارته فضيحة تسريب عملية “بن بطوش” وتساؤلات بشأن الظروف التي ستجري في ظلها انتخابات القادمة وسط حرب طاحنة بين صقور السلطة.