قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل)) ومعنى جملة “ولكنَّكم غُثَاء كغُثَاء السَّيل” هو أن كثرتهم لا فائدة منها وأن ما يحمله السَّيل مِن زَبَد ووَسَخ شبَّههم به لقلَّة شجاعتهم ودناءة قدرهم…
وحديث رسول الله صح علينا أن نسقطه على واقع المظاهرات بالجزائر فبدون تأثير أو تغيير أو حتى زعزعة شعرة واحدة من رأس حاكم الجزائر الفعلي الجنرال شنقريحة خرج الآلاف من المتظاهرين في مسيرة الجمعة الـ 116 من الحراك الشعبي تنديدا للقرارات المتخذة وطريقة تسيير البلاد من طرف الجنرال شنقريحة ورافضين للانتخابات التشريعية المقبلة وتأتي هذه الجمعة رغم تصعيد شهده الحراك خلال اليومين الأخيرين بتنظيم مسيرات لطلبة مناهضة لقمع الجنرالات حيث شهدت توقيفات كثيرة ورغم كل هذا الجنرالات لم تعد ترهبهم المظاهرات فهم يخافون من العصيان المدني ولهذا يتم خطف المواطنين واغتصابهم في الدوائر الأمنية بكل أريحية فالجنرالات يعرفون أن الشعب الجزائري جبان وردت فعله لن تخرج عن أناشيد تردد هنا وهناك ويعرفون انه مع أول رصاصة تطلق في السماء تتفرق (القطط) عفوا المتظاهرين.