اتفق خبراء علم الاجتماع والسياسة على أن نظرية المؤامرة هي شماعة الفاشلين وخاصة المسؤولين الكبار كما أن لنظرية المؤامرة أبعاد نفسيّة مرضيّة لتشخيصها باعتبارها سلوكا عُصابيا أشبه بالبارانويا الجماعيّة والمعروف عن البارانويا أنّها أحدّ أشكال ما يُسمى باللغة العربية “الذهان النفسّي” ومن أعراض هذا المرض النفسي الهذيان على الرغم من أن المريض قد يبدو ظاهرياً سليماً من حيث القدرة العقليّة والاستدلال غير أنّه يبني استدلالاته على أوهام وحوادث غير حقيقية أو ارتباطات وهميّة بين أحداث واقعيّة فبالنسبة له عامل المصادفة غير موجود…
ولهذا مرضى البارانويا مثل الجنرالات وزطشي يعتقدون أنّ جميع من حولهم يتآمرون عليهم ويريدون النيْل منهم عبر حياكة مؤامراتٍ خفيّة ولديهم شعور دائم بالاضطهاد وبالتهديد من أعداء وهميين لهم فالمُصاب بهذا المرض يكون حذرا قلقا تجاه كل ما هو جديد وسريع الاتهام للآخرين بالتآمر عليه وخصوصا لمن يخالفه الرأي كما يقع مع الشعب الجزائري واتهام الجنرالات له بالخيانة لان مريض البارانويا بالنسبة له الجميع يكذب ويحيك المؤامرات ضده وقد راجت نظرية المؤامرة في الجزائر حتى أصبحت أسلوب تفكير شائع لا يمكن الخروج منه وعليه وما إن يفكر بذلك أحدٌ حتى يُتّهم بالمؤامرة نفسها وفي عصر الهزيمة الذي يعيشه الجنرالات أضحت نظرية المؤامرة أيديولوجيا بحد ذاتها في الجزائر وتوفر منظومة تفسيرٍ متماسكةٍ يلجأ إليها الجنرالات لشرح فشلهم وعدم قدرتهم على مواجهة أصغر التحديات اليوميّة على الصعيدين المحلي والدولي لذلك لا نستغرب أن زطشي يبرر فشله في الكاف بنظرية المؤامرة والخيانة.