لماذا الاستثناء دائما في مناطق القبايل هل الرجال في الجزائر موجودون في القبايل فقط لماذا خراطة انتفضت وباقي المناطق هادئة لهذا تعجب عدد من المحللين والمفكرين من برود أعصاب الشعب الجزائري في مناطق خارج القبايل فهي هادئة جدا في مواقف آخر ما يلزمها الهدوء وصامتة صمت القبور حين يستدعي الأمر الصراخ فالجزائري في العاصمة أو عنابة أو وهران إن تضور من الجوع ولم يجد حتى خبزاً يابساً أو حليبا يطعمه لأطفاله لا يغضب ولا يثور أبدا على من تسبب بجوعه بل يبدو راضيا كل الرضا قانعا كل القناعة مستأنس للذل لأبعد حدود…
وإن قُمع حرياته وديست كراماته لا تسمع منه احتجاجاً على شيء أبداً وإن رُمي إخوانه وأبناؤه في المعتقلات سنين طوالاً ثم عُذبوا وأُعدموا تجد أن أكف الجزائريين ترتفع إلى السماء والألسنة تلهج بالدعاء بأن يحفظ الله الجنرال البطل ويبقيه تاجاً فوق رؤوس الجميع لتهتف بعدها الجماهير وبكل حماس «يحيى شنقريحة ويحيى تبون»! وهو أمر مغاير تماما لما تفعله أكثر شعوب الأرض فكل طغيان له زمن محدد ينتهي مهما طال ولصبر الشعوب حدود ولا يمكن أن يستمر إلى الأبد انظروا لما فعله الجياع والبؤساء والمحرومون في أوروبا الشرقية قبل سنوات حين واجهوا الدبابات بكل شجاعة وبصدور عارية ولم يكترثوا حينها للموت في سبيل الحرية والعيش الكريم حيث أسقطوا أعتى الأنظمة الدكتاتورية ثم قارنوها بالشعب الجزائري الذليل والذي ابتلي بحكم العسكر ويذوب عشقا بجلاديه ويرفع صورهم بكل مكان حتى في المساجد رغم الاستبداد والقمع والفقر والجوع وانعدام الحريات الذي يعيشه ولا أحد في الدنيا يفعل هذا أبدا أبدا !فما سبب هذا يا ترى أهو بلادة في الحس والشعور أم خوف ورعب يملأ الصدور أم تراه غباء عشعش في العقول أم اعتياد الذلة بالعرض والطول؟.