إن أخبار محاكمة الأخ الأصغر لبوتفليقة والتي تعج بها هذه الأيام صحف الجنرالات ما هي إلا الفصول الأخيرة من مسرحية مكافحة الفساد التي أخرجها الجنرالات للجزائريين وللمراقبين للشأن للجزائري فتوالت الأخبار التي تصل من الجزائر لتأكد على تقديم بعض المسؤولين الفاسدين لمكافحة الفساد لذر الرماد في العيون وللإلتفاف على مطالب الحراك الشعبي والقوى المعارضة…
فما الفائدة التي سيجنيها الشعب من وضع بعض الفاسدين في غرف سجون تشبه غرف فنادق ذات خمس نجوم يوفر لهم فيها تلفاز 50 بوصة شاشة بلازما وثلاجة والانترنت وتصلهم الصحف اليومية قبل الثامنة صباحا ولا مواعيد محددة لزيارتهم وجميع الحراس يخاطبوهم بكلمة سيدي وهذا يعني بأن الفاسد في سجنه يكلف ميزانية الدولة مبالغة باهضة أيضا فهل كان هذا هو الهدف من الحراك الشعبي الذي قدم جرحى ومعتقلين وقائمة طويلة جدا من أسماء لمواطنين لدى دائرة المخابرات سيتم حرمانهم مستقبلا من أي وظيفة حكومية وستوضع بوجههم كافة العراقيل بسبب حراكهم؟ إن الهدف من الحراك الشعبي هو إحداث تغيير سياسي وإقتصادي ينعكس على مستوى معيشة المواطن ويعمل على توزيع الدخل القومي بشكل عادل على الأفراد ويزيد من تمثيلهم وتأثيرهم بالقرار السياسي وهذا يتطلب وقف هدر المال العام و وقف سياسة الإحتكار في السوق المحلية مما سيؤدي لخفض أسعار السلع وسيخفف من معاناة المواطن ووقف تغول الأجهزة الأمنية المخابراتية في تفاصيل حياته اليومية والفصل بين السلطات وأن يكون الشعب مصدر السلطة والفرار وليس شرذمة من الخونة الجنرالات .