يصعب اليوم على الجزائريين أكانوا عربا أو أمازيغ تصديق رواية نظام الجنرالات حول الحرائق التي ضربت 5 ولايات والجهة التي تقف ورائها أو تصديق الخطاب ذو طابع إصلاحي والذي صدر عن تبون والذي امضى خمسين عاما في خدمة نظام فساد المؤسسة العسكرية وهو رجل جيء به إلى الرئاسة بهدف واحد هو إعادة إنتاج هذا النظام فما لاحظه الجزائريون أن اللغة ذات الطابع الإصلاحي غابت عن الظهور الأول لتبون عندما تطرّق إلى مسائل مرتبطة بالعلاقات الخارجية مع أوروبا خصوصا فرنسا….
بحيث لدى إشارته إلى فرنسا ودعوة الرئيس ايمانويل ماكرون إلى حوار بين السلطة والشعب الجزائري عاد إلى اللغة الخشبية والمزايدات الفارغة التي يتسم بها الخطاب الرسمي الجزائري على الرغم من أن طموح معظم المسؤولين في نظام الجنرالات هو الحصول على الجنسية الفرنسية لذلك بعد سلسلة من المناورات السياسية وجدت المؤسسة العسكرية الإخراج اللازم الذي أوصل عبدالمجيد تبون إلى المستشفى وتكرارا سيناريو (كادر صورة) بوتفليقة في تحدّ واضح للحراك الشعبي المستمرّ منذ سنة ونصف وهو تحرّك يطالب بتغيير جذري في النظام ومن هنا لا شكّ أنّ لا مآخذ على تبون من ناحية الفساد والانغماس في صفقات مالية أو تغطية لرجال أعمال وسياسيين ارتبطوا بالمجموعة المحيطة ببوتفليقة فالرجل لم يصمد في موقع رئيس الوزراء في عهد بوتفليقة اكثر من تسعين يوما وهو ليس عنده مشكل البقاء في حكم الجزائر لشهور قليل لذلك تم الاستغناء عنه بهذه الطريقة الدرامية والتي استعمل فيها كل الوسائل ومنها إحراق الغابات لتغطية على خبر وفاته كما يشاع وسط مجالس القرار.