التطورات السريعة والمفاجئة في المشهد الليبي خلال الأسبوع الماضي ورفض نظام جنرالات فرنسا إجتماع الفرقاء الليبيين في المغرب يعكس النفوذ الواسع الذي باتت تحظى به الإمارات على المستوى الإقليمي فلا توجد أزمة في المنطقة كلها من مصر إلى المغرب إلا وكان لــ ”أبو ظبي” يد فيها فالدور الإماراتي في ليبيا يدفع باتجاه الانفصال والتقسيم فانقلاب حفتر في ليبيا ودعم جنرالات الجزائر له بالمرتزقة والسلاح يؤكد على أن الإمارات هي الأمر الناهي في ليبيا والجزائر والجميع في المنطقة يتبع إدارة واحدة وجهاز مخابرات واحد يرسم المخططات ويدفع باتجاه الانفصال والتقسيم من أجل تكريس حكم نخب عسكرية فاشية شديدة العداء للحريات والإسلاميين على وجه الخصوص….
فقد بات الإماراتيون محترفين في إشعال الفتن والأزمات وتوظيف الثروات الهائلة التي منحهم الله إياها في تكريس حكم الجنرالات كما يجري في مصر وليبيا والجزائر وهم أيضا شديدو العداء للربيع العربي وثورات الشعوب المتطلعة نحو الحرية والخلاص من الظلم والاستبداد بل هم معادون للقيم الإنسانية الجميلة ذاتها كالحريات والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان وهم أشد عداء لكل مسلم يدعو إلى اتباع الشريعة والتمسك بها وتحرير الأمة العربية والإسلامية واستنهاضها لتحرير المقدسات والخلاص من التبعية للغرب فهم يريدون علمنة الإسلام وفرض تصوراتهم على الجميع وتبدو هذه التوجهات شديدة التطابق مع التصورات الصهيونية التي ترى في الديمقراطية والإسلام خطرا يهدد وجودها لذلك تعمل “إسرائيل” على تكريس السلطويات العسكرية الفاشية وإجهاض بوادر أي توجه ديمقراطي أو إسلامي والعمل على إضعاف دول المنطقة وتقسيمها حتى تبقى وحدها القوية القادرة على ردع الجميع وهو ما يعني أن أبو ظبي عندما تدعم الانفصاليين بشمال إفريقيا وتعمل على تقسيم ليبيا إنما تقوم بدور العرَّاب لخدمة الأهداف الصهيونية وتكريس الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة بمساعدة جنرالات الدم بمصر وليبيا والجزائر.