قبل كل شيء بداية أعترف بأنني كنت أحد المخدوعين بأبطال الصراخ والشعارات الفارغة فقط عرفوا نقطة ضعف الإنسان الجزائري وسهولة انسياقه خلف الشعارات ولعل الخائن بومدين خير مثال فقد استثمر موهبته في التمثيل ليكسب أصحاب العقول الضعيفة بالشعارات وقد نجح فعلياً حتى أصبح سذّج الجزائر قطيعاً في ركابه لدرجة أنهم وصلوا لتقديسه! فقد وعد هؤلاء السذّج بأنه سيهزم إسرائيل التي كان يقيم معها علاقات وطيدة تحت الطاولة كما وعدهم بأنه سيهزم الإمبراطورية الأمريكية ولا يُلام في ذلك فقد وجد قطعاناً على أتم استعداد للانسياق خلف أي صاحب صوت عال أو مختال يهرطق…
لعبة الشعارات التي تجذب السذّج ليست حكراً على أهل العسكر فقد استغلتها جماعات الأحزاب السياسي مثل حزب جبهة الكشير الوطني إذ ما على أي عضو يرغب في الشهرة وما يلحقها من جاه ومال إلا أن يخرج في برنامج تلفزيوني ويرفع عقيرته شتماً بالليبراليين والعلمانيين وقد يتبعهم إذا زاد منسوب الحماس يلحق بهم الماسونيين والصهاينة وحينها يضمن هذا “السياسي” مجداً وشهرةً لا يحلم بها حتى ولو كان لا يعرف ما هو التعريف الحقيقي لليبرالية وهنا لا بد من التأكيد على أن الذنب هنا ليس ذنب المتحدث وحده سواءً كان سياسياً أو داعيةً بل يشترك معه الساذج الذي يسمح لنفسه بأن يكون ضمن القطيع الذي يهمل عقله الذي وهبه الله له وينساق خلف صاحب الصوت العالي والشعارات الفارغة وإنه لأمر محبط أن تمر السنون والعقود والإنسان الجزائري ما زال كما هو منذ سبعينات القرن الماضي ينساق خلف شعارات فارغة لن يجني من ورائها إلا الخيبة والخسران! والدليل أن مند أسبوعين الإمارات طبعت مع الصهاينة وليومنا هذا لم نسمع كلب واحد من تبون إلى شنقريحة يندد أو يشجب هذا العمل.