قبل سنوات قليلة فقط لم يتخيل أحد داخل أو خارج الجزائر أن يصبح نظام الجنرالات القوي كما تراه الأغلبية بهذا الضعف والاهتزاز فهذا النظام الديكتاتوري الذي قتل وسجن عشرات الآلاف ممن وقف أمامه كان من بينهم رؤساء للجزائر وجنرالات وسياسيين وحقوقيين وصحفيين ومواطنين بسطاء وأحكم قبضته الأمنية على طول البلاد وعرضها اهتز إلى الدرجة التي يمنح فيها فرنسا مشاريع استخراج الغاز الصخري والذهب إضافة إلى تنازلات جديدة في العقود القديمة كل هذا من أجل أن تعتقل ماما فرنسا مواطن جزائري بسيط “حراق” …
لقد استطاع أمير بوخور المعروف باسم أمير DZ أن يحصد إعجاب الملايين من الجزائريين حتى باتت فيديوهاته فقرة مسائية ينتظرها الجميع فلماذا وكيف نجح هذا الشاب فيما فشل فيه معارضو نظام الجنرالات من نشطاء وسياسيين وجماعات وأحزاب على مدار السنوات الماضية؟ منذ الفيديو الأول تميز أسلوب أمير في الحديث بقربه من لغة الشارع البسيطة ليس متقعرًا ولا نخبويًا ولا يستخدم أي مصطلحات تُبين أنه بعيد عن الناس العاديين وهو ما جعل الناس يشعرون بأنه واحد منهم يتكلم بلغتهم ويستخدم مصطلحاتهم أضف لذلك الخطاب كون الرجل يقدم فيديوهات وصور ووثائق سرية قدمها له أشخاص يشتغلون بالقرب من النظام الحاكم ما جعل كلامه مصدَقاً لدى الناس لكن النقطة الأهم كان حديثه عن الفساد الكبير في الجزائر وما فيه من ألفاظ ومصطلحات تهدم الصنم الذي صنعه إعلام الجنرالات والحديث عن أسرهم التي لطالما حافظوا على النأي بها كي لا يتم ابتزازهم وأمير قال عن نظام الجنرالات ما عجز عنه الملايين خوفًا من بطش هذا النظام وديكتاتوريته تلك العوامل هي التي صنعت منه بطلاً شعبيًا يعبرا عن آلام الجزائريين وأمالهم في مستقبل بدون أحذية الجنرالات فوق رقابهم لذلك على الجالية الجزائرية بفرنسا أن تقوم بالأفعال وتقلل من الكلام والعبارة التي نسمعها دائما في فرنسا من جاليتنا (Les Algériens sont des hommes) الأن سنعرف هل هي حقيقية أم مجرد كلام فارغ نريد زلزال من المظاهرات لإطلاق اخونا أمير .