قبل أيام قلنا في احدى مقالاتنا على صراع الكلاب حول السلطة بالجزائر أنه سيعرف منعرج خطير بحيث الفريقان يلوحان بورقة الاغتيالات وها هو اليوم يتأكد كلامنا بعد اغتيال قائد الناحية العسكرية الرابعة الجنرال حسان علايمية وهو الذي شوهد مؤخرا في مقر ناحيته وهو في كامل قواه الجسدية كما انه التقى قبل أسابيع بأحد أبناء القايد صالح وهو ما سرع بعملية اغتياله خوفا من تخطيط رفقة أبناء المغتال القايد صالح لعمل ما ضد مصالح مجموعة شنقريحة والتي تعمل تحت قيادة الجنرال توفيق “رب دزاير”.
إن السؤال الأبرز في المشهد السياسي الجزائري اليوم هو كيف تمكّن الجنرال توفيق “رب دزاير” من الإطاحة بخصومه في ظرف وجيز كما يتساءل الجزائريون كيف تمكن “رب دزاير” من وضع حد لنفوذ القايد صالح واغتياله وهو في حالة اعتقال تمنعه من المناورة ومع ذلك أظهرت عدة مؤشرات أن تأثير “الماجور توفيق” بدأ مؤخراً في العودة وكانت أول علامة على ذلك هي اغتيال القايد صالح عبر صديقه المقرب شنقريحة ثم جاء المؤشر الثاني عشية اطلاق سراح عراب مشاريع الجنرال توفيق والمسؤول عن كل ملايير الدولارات التي يمتلكها وهو الملياردير القبايلي يسعد ربراب وبالتالي فإن قرار تثبيت الجنرال شنقريحة على رئس أركان الجيش كان تتويجاً متوقعاً للأحداث الأخيرة والسؤال الذي يشغل فكر الجزائريين هو: ما الذي سيحدث بعد عودة “توفيق”؟ ولماذا عاد؟ هل الأمر مرتبط بتصفية حسابات وهل لدول أجنبية وفرنسا على وجه الخصوص دور في الموضوع؟ وهل سينقلب شنقريحة على الجنرال توفيق ويقوم باغتياله أم العكس ؟ لأن فرنسا مند الاستقلال وإلى يومنا هذا لا تقبل بان يسير الجزائر ذئبين ذئب واحد يكفي لذلك الجزائريون بشكل عام اليوم ينظرون بعين الريبة للأحداث الأخيرة ويعتقدون أنها مرتبط بصراع مصالح وبسط نفوذ حول السيطرة على خيرات البلاد.