لو علم المجاهدين أن من أرجع رفاتهم للجزائر خونة ومجرمين لفضلوا البقاء في فرنسا على أن يعطوا شرعية شرفية لمجرمين قتلوا الشعب الجزائري وفقروه حتى أنهم جعلوا الشعب الجزائري يرضى بالذل والهوان من أجل أن تبقى لقمة العيش في فمه فهؤلاء الشرذمة من الجنرالات بنوا السجون وقيدوا الحريات وتسببوا في تراجع مستويات الحياة علميّا واقتصاديّا لدى من حق الشعب الجزائري أن يثور عليهم لأن من حقّ البشر أن يثوروا ضد أي طاغية سواء حكمهم باسم العسكر أو العلمانية فهذا حق بشريّ مقدّس يجب علينا ألا نسمح بتمييعه وتسويفه وإيجاد مبررات لكبْحه أو القضاء عليه أو سرقته كما حدث بعد الاستقلال…
أسوأ شيء في الجزائر هو أنّ مواطنيه بدون استثناء لا كرامة لهم سواء كانوا أغنياء أو فقراء وسواء كانوا يشغلون مناصب سامية أو يشتغلون في أبخس المهن ففي هذه البلاد إذا كنت مواطنا بسيطا يتحتّم عليك أن تتذوق مرارة الإهانة والحطّ من كرامتك كل يوم تقريبا في الإدارات العمومية والمستشفيات والمحاكم وفي كل مكان وإذا كنت من أصحاب المشاريع ولديك المال الكثير ستكون مجبرا على الخضوع لنزوات الجنرالات الذين بيدهم الحلّ والعقْد وستضطرّ لتقبيل الأحذية واستجداء أصحاب النفوذ ودفع الرشاوى كيْ تتيسّر لك الأمور وتستفيد من الصفقات وإذا رفضت فإنّ كثيرا من العصيّ ستوضع في عجلة مشاريعك وستنتهي إلى الإفلاس فالفساد مستشر في طول وعرض البلاد أو يطلع على أرقام دراسة سابقة حول تفشي الرشوة في الجزائر والتي اعترف فيها أكثر من 83 بالمائة من أصحاب المشاريع بأنهم يضطرون إلى دفع رشاوى أما إذا كنت موظفا صغيرا أو كبيرا فتسجد نفسك وسط طريق مرسوم بعناية يجب عليك أن تسير فيه بانضباط وتتصرّف كما يريد أسيادك وليس كما تريد أنت وأيّ مخالفة للأوامر ستفضي بك إلى الإقالة لا محالة لذلك فلا نبالغ إذا قلنا إننا شعب بلا كرامة فالأحياء في الجزائر يتمنَوْنَ الموت فقط من أجل أن تصان كرامتهم فالميت هو الوحيد الذي مازالت تصان كرامته في الجزائر.