إن تمدد سياسة القمع ومصادرة الرأي تؤكد أن نظام الجنرالات بالجزائر لم يتعلم من دروس الربيع العربي ولا يزال يعتبر الأساليب القديمة قادرة على تحقيق الهدف منها وهو أمر يكشف قدرا كبيرا من قصر النظر ومن إغفال أهم المستجدات في الساحة العربية وخاصة ما تعلق منها بالوعي الاجتماعي للجماهير وهذا ما انتج المظاهرات الواعية في الجزائر.
إن الاحتجاجات الشعبية التي زعزعت عرش الجنرالات خلال الأشهر الأخيرة والتي لا يزال تأثيرها في الجزائر شرقا وغربا رغم كورونا مؤشرا على تحول نوعي في طبيعة الوعي الشعب الجزائري وفي نظرته إلى سياسة القمع التي يمارسها نظام الجنرالات فالتاريخ الثوري أثبتت أن القمع السياسي مهما بلغت حدته يبقى عاجزا عن تحقيق السلم الاجتماعي بل أنه محرك من أهم محركات المطلبية الاجتماعية لكن أن يصل غباء الجنرالات لتصدير القمع فهذا قمة الإفلاس فقد أثارت تصريحات في برنامج تلفزيوني بتته قناة “فرنس 24” ضجه كبيرة وصلت إلى حد إستدعاء السفير الفرنسي لد الجزائر من طرف وزارة الخارجية الجزائرية وقد عبر الجنرالات عن امتعاضها من هذه التصريحات أما السلطات الفرنسية فكان ردها على لسان سفيرها الذي صرح لوسائل إعلامية فرنسيه أنه قال لدى استدعائه من طرف وزارة الخارجية الجزائر “إن جميع المؤسسات الإعلامية في فرنسا تتمتع باستقلالية تحريرية كاملة و يحميها القانون” هذا ويذكر أن الخارجية الجزائرية قد طلبت من سفارة الجزائر بفرنسا بأن ترفع دعوى قضائية ضد قناة فرنس 24 أمام المحاكم الفرنسية المختصة هذا ليعرف العالم وضع الصحافة الحرة والمعارضة في بلاد ميكي.