ما يحدث في القبايل من اضرابات للمحلات التجارية هل يمكن اعتبارها موجات من السحب التي تتراكم ويمكن أن تمطر ثورة ضد الحركي و لا أحد يمكنه توقع اتجاهاتها ولا نتائجها وإن كانت مؤشرات الاضراب و توقيته يؤكد أنها تقترب ربما بإيقاع أكثر سرعة من توقع أجهزة الدولة. فقد تم تحذير مؤسسة الرئاسة عبر دوائر قريبة منها بعد المصادقة على قانون مالية 2017 من أن انفجاراً قريباً سيأتي ليضع البلد في مهب الريح لكن تصرفات الرئيس والحكومة تُكَرر وبصورة أسرع وأوضح عناد الرئيس وحكوماته المتعاقبة لا سيما في السنوات الأخيرة. و أن سياسة امتصاص الغضب بإجراءات شكلية مؤقتة أو وعود يثبت كذبها سريعاً لم تعد تجدي إلى درجة أن النظام السياسي الحالي بقيادة عبد العزيز بوتفليقة لم يعد يهتم أساساً بتطبيق مثل هذه الإجراءات او الالتفات لمطالب الشعب.
اللافت أن إضراب بجاية و البويرة و تيزي وزو تزامن مع ارتفاع أسعار المحروقات و المنتجات والسلع ومع تدني قيمة الدينار أمام الدولار الأميركي والأورو. وسبق إضراب القبايل إضرابات لعدة قطاعات في مختلف ارجاء الوطن سنة 2016 وكلها ضد قانون المالية 2017 والذي صودق عليه ضد ايرادت الشعب.