استمتع جمهور الجزائر العاصمة أمس الأربعاء بالعرض ماقبل الشرفي للعمل المسرحي”لكستا” لفرقة “النوارس” للمسرح و الفنون الدرامية من البليدة بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي
تابع عشاق المسرح على مدار ساعة ونصف عمل تراجديكوميدي , يحمل أبعاد فلسفية, المقتبس عن نص للكاتب المسرحي الأيرلندي صامويل بيكيتوالذي تم تقديمه بالعربية الدارجة مع بعض الحوارات باللغة العربية الفصحى, يلقي العرض المسرحي الضوء على الواقع الاجتماعي و السياسي التشاؤمي , خصوصا مايتعلق بانعدام التواصل بين أفراد المجتمع في ظل الانطواء و الانعزال الذي يميز حياتهم اليومية
تألق الثنائي ياسين جوزي و عبد الله نميشفي في أداء دوري الأول منهما أعمى معاق و الثاني شبه مجنون, في فضاء حواري خاص بهما تغيب فيه ثقافة النقاش و يحضر فيه العنف اللفظي و أحيانا الجسدي و الفراغ القاتل و التعبيير عن الذات من خلال الانغلاق عن النفس و الاغتراب ,وسط ديكور ضيق يغلب عليه الحزن و الظلام في رمزية واضحة الى سوداوية الحياة و قساوتها
في سياق متصل , صرح المخرج أحمد مداح أن عمله الجديد هذا المندرج ضمن مسرح العبث”لا يجسد العبثية بمفهومها الفلسفي وإنما هو تجسيد مادي لهذه الفلسفة من خلال العرض”مضيفا أنه “ركز أساسا على عنصري الفراغ والعنف الذي يعيشه خصوصا شباب اليوم”
تعد فرقة “النوارس” أهم فرقة مسرحية بولاية البليدة, انتجت عشرات المسرحيات منذ تأسيسها في 1998 على غرار “لا ولن تموت الجزائر” و”الموتوالحب” و”الليلة الأخيرة” و”هاملت” و”أوديب” كما توجت أعمالها بالعديد من الجوائز داخل الوطن و خارجه