بكلمات صادقة و مؤثرة, ودعت شخصيات سياسية و فنية هرم من أهرامات الفن بالجزائر الراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني , الذي انتقل الى رحمة الله و عفوه في أحد المستشفيات بباريس الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 88 سنة بعد صراع طويل مع المرض
وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية فان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بعث رسالة تعزية الى أسرة الراحل ,حيث أكد فيها ان” الجزائر فقدت في الفنان الحاج محمد الطاهرهرما شامخا من أهرامها الفنية والثقافية”, وأشاد بانسانيته وخصاله الحميدة وغيرته الوطنية الصادقة وحرصه على التميز والتألق في أداء فنه داخل الوطن وخارجه
نعى وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي الفقيد عبر صفحته على موقع فيسبوك، معتبرا ان الشيخ الفرقاني يشكل مدرسة لوحده، بما يتسم به من تفرّد في أداء طابع المالوف، بأسلوب مختلف وصوت قلما يتكرر”, كما أضاف قائلا ان “الفرقاني تمكن من الحفاظ على التراث الفني القسنطيني الأصيل منذ أكثر من سبعين عاما”
في سياق متصل, أشاد مطرب أغنية المالوف العياشي الديب بمشوار الفقيد المتميز و نقله للمالوف القسنطيني الى ماوراء الحدود, كما استطرد ان معلم الموسيقى القسنطنية كان يتميز بخصال حميدة
يعتبر الفنان أحد رموز الأغنية الأندلسية، رأى النور شهر مايو من عام 1928، ينحدر من أسرة فنية عريقة، حيث كان والده الشيخ “حمو” مطربا معروفا وملحنا وعازفا في موسيقى “الحوزي”, استهل المرحوم مشواره بالعزف على الناي، قبل أن ينضم إلى جمعية “طلوع الفجر”، ليتعلم فيها مبادئ الطرب الشرقي، فكان يؤدي بفضل صوته الدافئ والقوي قصائد “أم كلثوم” ومحمد عبد الوهاب ببراعة فائقة
وفي 1951 حاز على الجائزة الأولى في مسابقة موسيقية بعنابة، ليسجل بعدها ألبومه الأول، كما حصل على العديد من الجوائز وحظي بالتشريف على الصعيدين الوطني والدولي، فارضا نفسه به كمطرب شعبي وأستاذ في موسيقى المالوف
ويتميز الحاج الطاهر بحسه الموسيقي المرهف وعبقريته الفريدة في الارتجال وثراء أسلوبه وإبداعه في العزف على الكمان، وعلى أدائه الأغاني التقليدية بطريقة متزنة يسحر بها جمهوره الواسع والعريض, ويسعى كل من ابنيه مراد وسليم إلى ضمان استمرارية هذه النوع من الموسيقى العريقة
يعد رحيل الحاج محمد الطاهر الفرقاني، خسارة للفن والتراث الجزائريين، وبانطفاء شمعة “سيد المالوف” تكون الجزائر فقدت أحد كبار فنانيها