في زحمة المظاهرات وفي خضم هذه الأزمات وفي زمن الحروب الإعلامية على وعي الشعب الجزائري ومع كثرة المتغيرات تَقرأ صدفة في عناوين صحف الجنرالات لتكتشف أنه تم تهميش المظاهرات ومطالبها بالمقابل ركزوا على صراع ليبيا والزيارات التي يقوم بها وزراء خارجية (تركيا ومصر وإيطاليا) تحت عناوين رنانة “اللواء سعيد شنقريحة يملك مفاتيح الصراع الليبي !!!” “تبون يعيد الجزائر إلى مكانتها العظمى !!!” رغم أن بلادنا عمرها ستون عام مرت كلها مشاكل من إنقلاب على المقاومين إلى عشرية السوداء…
طيلة شهور المظاهرات عملت دوائر اتخاذ القرار في الجزائر على تطبيق نصيحة تشومسكي كاملة عبر تلهية الشعب وتوجيه الرأي العام نحو قضايا هامشية ظرفية وحولتها إلى مركز اهتمام شعبي وخاض فيها الخائضون إلى حد الابتذال في بعض الأحيان هنا تحدّث نفسك متعجبا هل نعيش الآن في زمن ما قبل الميلاد أو بعده هل مازالت عقلية القطيع في الجزائر نعم خيبة كبرى من رؤية مواضيع لا يفترض أن تكون هي الغالبة هنا ولا يفترض أن تكون محور أسئلة الشباب حيث أنك كنت تخمّن أسئلة أرقى وأوعى من ذلك بكثير تناقش كيف يمكن لنا إسقاط نظام الجنرالات الفاسد تُكملُ التصفح جرائد الجنرالات ومشاهدة قنواتهم بحثا عن فقرة تتحدث عن المظاهرات تحتاج التفاعل الجيد والنقاش فعلا لكن لا ترى شيء من هذا لتعود قضايا الإجرام والعهر لتتصدر دائرة الاهتمام لدى الشباب…في الأخير إن لم يخرج الشباب والطلبة بالخصوص من دائرة عقلية القطيع فإن الجنرالات عبر سلاح الإعلام سيقتلون المظاهرات.