الحاجات الغذائية لدى المراهقين
المراهقة هي المرحلة العمرية التي بنمو خلالها الجسم بشكل سريع، فهي تبدأ من مرحلة ما قبل البلوغ وصولاً إلى البلوغ التام وبداية مرحلة الشباب. وهذه الفترة الزمنية التي يحددها العلماء بين سن العاشرة والتاسعة عشر، يشهد خلالها جسم الفتاة أو الصبي الكثير من التغيرات الفيزيولوجية والهرمونية، وهي تفرض على الجسم تغيّرات من الناحية الغذائية وحاجة أكبر إلى تناول الطعام بما يتناسب مع التطوّر الجسدي. ولكن متى تتحوّل الحالة إلى شراهة، وما هي الأسباب؟
شراهة المراهقين
الشراهة هي الحالة التي يتناول فيها المراهق كمية هائلة من الطعام خلال كل وجبة من وجبات طعامه اليومية، أي أكثر بكثير مما يحتاجه الجسم، وهو يستمر في الأكل حتى بعد الشعور بأن معدته تؤلمه، ويبدو وكأنه غير قادر على التوقّف.
ومن المراهقين من يتناول الكثير من الوجبات الخفيفة خلال اليوم إضافة إلى الوجبات الرئيسية، أي العديد من أكياس الشيبس وقطع الحلوى والشوكولا وغيرها من الأطعمة المليئة بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية. ويمكن لهذه المشكلة أن تسبب البدانة لدى المراهق، وأن تكون أيضاً سبباً لإصابته بعدد من الأمراض المزمنة مثل السكري والكولسترول والدهون في الدم.
أسباب شراهة المراهقين
من الممكن أن تتعلق هذه المشكلة ببعض الأزمات النفسية التي يمر بها المراهق مثل الحاجة إلى العاطفة والإستقرار، فيكون تناول الأطعمة طريقة للتعبير عن حزنه أو توتره.
بعض المراهقين ايضاً يتأثرون بأقرانهم ويستمتعون بتناول الأطعمة والوجبات الخفيفة معهم من دون حسيب أو رقيب، ونظراً إلى شعورهم بالحاجة إلى الطاقة بسبب تغيرات جسدهم، فإن البعض منهم يميل إلى المبالغة في استهلاك الأطعمة بشكل كبير.
وبعض المراهقين يتمتعون أصلاً بشهية كبيرة مما يدفعهم إلى تناول الأطعمة بشكل كبير، إضافة إلى أن عدم الإلتزام بنظام غذائي صحي في المنزب هو أيضاً من الحوافز التي تشجّع المراهق على تناول المزيد من الطعام من دون حساب.
ما هي الحلول؟
الخطوة الأولى هي تربوية، ترتبط بتوعية الإبن منذ الطفولة على أهمية الإعتناء بالجسد وبصحته، وعلى المضار الصحية التي يمكن أن تسببها البدانة الناتجة عن تناول الطعام بشكل عشوائي.
الخطوة الثانية هي تشجيع المراهق على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مما يساعد في حرق السعرات الحرارية ويعزز عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
اكتشاف ما إذا كان المراهق يعاني من مشاكل نفسية تدفعه إلى استهلاك الطعام بشراهة، ومحاولة إيجاد الحلول لهذه المشاكل لتصويب سلوكياته من جميع النواحي ومساعدته في إتقان التعامل مع الأزمات النفسية وإدارة الغضب والتوتّر وإيجاد الحلول الصحيحة للمشاكل التي يتعرض لها.