لا حديث في الجزائر هاته الايام سوى عن اهانة الوفد الجزائري في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس وعن اهمال واستقبال الباهت للوفد الجزائري. وأكثر ما تعاطف معه الجزائريين هو بكاء بهية راشدي وهي تشتكي من حغرة المنظمين التوانسة الذين عاملوا الوفد الجزائري باحتقار حسب كلام بهية راشدي . ولكن ما اثارني هو تعليق بعض المسؤولين على الواقعة فمنهم من قال دموعكي غالية ايتها العظيمة وسنجبرهم على الاعتذار .
سؤال بسيط الى المسؤولين اْليس دموع مئات ألاف امهات بسبب موت اْبنائهم وهم يحاولون الهروب من بلاد الحغرة الى اروبا ليست غالية ودموع مئات ألاف امهات بسبب انهم يرون ابنائهم وصلوا الى سن 30 لا مستقبل ولا ماضي ولا حاضر ودموع مئات ألاف امهات بسبب انتحار ابنائهم اْليست غالية ايها الاوغاد .ثم اين تركتم الحغرة التي تُمارسون على المواطن ألا يجب عليكم الاعتذار.
تجليات اهانة الدولة للمواطنين هي تحول مهام المسئولين في الجزائر إلى إهانة المواطنين بدلا من خدمتهم وتحقيق مصالحهم هذا الأمر تكرر كثيرًا خلال الفترة الماضية حتى أصبحت هي السمة الأساسية للمسئولين باختلاف مناصبهم فلما يدخل المواطن الجزائري البسيط الى الادارة العمومية يجد المستخدمين وموظفين وكأنهم في منازلهم ويتعاملون مع المواطن وكأنه حشرة حقيرة وما عليه إلا الانتظار لساعات لقضاء مسألة بسيطة بالإضافة الى غياب المسؤولين ومجيئهم الى الادارة حتى الساعة العاشرة ثم يغادر الى وجهة ما و بالتالي ضياع وقت اخر وحينما يعجز الموظف عن قضاء مصلحة المواطن يأمره بانتظار قدوم المسؤول ولا يتم قضاء المصالح إلا بالفوضى والصياح.
ان اهانة الدولة للمواطنين وهي الطامة الكبرى لما نتحدث عن الصحة نجد تدهورا كبيرا في هدا القطاع الحيوي من انعدام النظافة ورداءة الوسائل والتقنيات المخصصة للفحوصات بل تكاد تنعدم في كثير من المستوصفات والمستشفيات مما يدفع بالمواطن الى التنقل مسافات كبيرة الى المدن المجاورة والانتظار وغالبا الحصول على موعد من أجل الفحص أو رؤية الطبيب المختص وخصوصا في العالم القروي الذي هو في أمس الحاجة الى هذه الخدمات كسيارات الاسعاف المجهزة باليات الاسعافات الاولية وغياب الأطر الطبية من ممرضين وأطباء .
ولاْن الاْسطر لا تسعفنا لنتكلم على اهانة الدولة للمواطنين في جميع المجالات فان اهانة الوفد الجزائري في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس ما هي إلا نقطة في بحر الاهانة التي يعيشها المواطن في بلدنا.