قام عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتدشين دعوة للانتحار الجماعي يوم 23 نونبر الحالي، للتعبير على حالة الإحباط الكبيرة التي أصابت الشعب المصر بسبب تدهور الأوضاع السياسية والثقافية والاقتصادية للبلاد.
وأصبح الوضع الاجتماعي والاقتصادي المختنق يسبب وبشكل شبه يومي عدد من حالات الانتحار بسبب الظروف المعيشية الصعبة جدا، والتي فاقت قدرات المواطن المصري في توفير حاجياته الأساسية بعد ثلاث سنوات من تولي المشير عبد الفتاح السيسي مقاليد البلاد بعد الانقلاب العسكري.
وقال تقرير لمنظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للإنتحار أن مصر شهدت 157 حالة انتحار في البلاد في الفترة ما بين شهري يناير وغشت الماضيين، أكثرهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 سنة.
ففي يوم الجمعة الماضي على سبيل المثال تم إنقاذ سيدة من الانتحار من أعلى إحدى اللوحات الإعلانية القريبة من ميدان التحرير بعد فشلها في الحصول على وظيفة ما، تمكن سائق توك توك من الانتحار في اليوم ذاته بمحافظة قنا، وذلك لعدم قدرته على توفير شقة يتمكن أن يتزوج فيها، كما انتحر في نفس اليوم رقيب شرطة بعدما تم فصله عن عمله، بعد إصابة بحالة نفسية سيئة وذلك بعد ان اضطر بعد ذلك للعمل سائق توك توك.
من جهته قال صاحبه دعوة الانتحار الجماعية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بطريقة ساخرة :” هذا هو الوقت المناسب للانتحار بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر”، مشيرا إلى أن اختيار طريقة الانتحار المناسبة متاح لكل شخص، “وسيكون هناك منظمون في هذا اليوم لمساعدة الشباب في اختيار طريقة الانتحار التي تناسبهم”، مضيفا في خطابه للشباب المصري :” افتكر كل الأزمات، والغلاء، وقلة الفلوس، والجنيه، والبنزين، وتذكرة المترو، وخليهم حافز ليك على الانتحار، ولو دول مش كفاية؛ افتكر ان البسكوت بقى بجنيه ونص، ومبقاش فيه أكياس كشري بجنيه.. افتكر يا أخي إنك في مصر.. والله الموفق”.
وأثارت هذه الدعوات الجدل خصوصا أن عدد المهتمين بها وصل إلى 7 آلاف شخص، حيث أعلن حوالي 3 آلاف شخص رغبتهم في الحضور لهذا التجمع الغريب تما تشارك حوالي 600 شخص هذه الدعوة مع أصدقائهم.
الرد الرسمي من وزارة الداخلية المصرية جاء عن طريق المتحدث الرسمي باسمها، والذي قال في تصريحات صحفية أن مباحث الإنترنت تقوم الآن بتتبع المسئول عن هذه الصفحة الفيسبوكية والذي يدعو إلى الانتحار الجماعي.
وقال المتحدث باسم الداخلية المصرية حول ما تنوي الوزارة القيام به الآن :” سيتم القبض عليه بتهمة نشر أخبار وأفكار تضر بالأمن القومي، وتنشر المناخ التشاؤمي في المجتمع، مستغلا القرارات الاقتصادية الأخيرة في محاولة لزعزعة الاستقرار الأمني”.
من جهته قالت هبة عيسوي أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس أن الفترة الأخيرة أصبحت تعرف انتشار ما يسمى بالانتحار “الاستعراضي”، حيث يقوم المنتحر إلى بعض الأساليب الاستعراضية أثناء انتحاره من أجل لفت انتباه الناس ويصبح بطلا في أعينهم وهو ما كان قد أشعل فتيل الثورة في تونس.